أكدت وزارة الثقافة تقديمها لدعم مالي لإحدى دور النشر، يخص كتاب "الحركة الوطنية بشمال المغرب" رغم أن هذا الكتاب موضوع اتهامات بسرقة الملكية الفكرية، بين ورثة الراحل محمد الخطيب وبين ناشر الكتاب، محمد معروف الدفالي. وتحصلت دار النشر "مطابع الرباط نت" بعدما تقدمت بملف لطلب الدعم الخاص بدور النشر سنة 2017 على ما قيمته 12 ألف درهم، وفق ما أكدته مراسلة جوابية من مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات بوزارة الثقافة، حيث أكدت هذه الأخيرة أن المبلغ المذكور تم تقديمه على دفعتين. وزارة الثقافة أكدت أنه ليس من اختصاصها حرمان دار نشر تقدمت بملف مكتمل من مستحقاتها، مشيرة إلى أن هذا الدعم تم بعد الإدلاء بجميع الوثائق المطلوبة، وبعدما تقدمت دار النشر بملف مكتمل ومستوف لجميع الشروط المنصوص عليها في دفتر التحملات. وكان كتاب محمد الخطيب "الحركة الوطنية في شمال المغرب"، قد صدر أخيرا وهو من من إعداد الراحل العربي المساري، ومحمد معروف الدفالي، غير أن عائلة الخطيب، اشتكت من "سرقة" تخص هذا الكتاب، وتعتزم التوجه إلى القضاء. مصادر "اليوم 24" كشفت أن عائلة الخطيب سلمت المساري، قبل وفاته، أجزاء الكتاب، إلا اثنين منه، بغية تنقيحها، لكن وفاته دفعتها إلى استرجاعها. وقال محمد بنونة، الناطق باسم عائلة الخطيب، إن "العائلة فوجئت بوجود كتاب يخصها في المكتبات، ودون الرجوع إليها"، مضيفا في تصريح سابق ل"اليوم 24" أن القصة "بدأت عندما سلمت العائلة أجزاء من الكتاب إلى الراحل العربي المساري، بهدف تنقيحها"، وزاد: "بعد مدة من توصله بالأجزاء، تواصل معي المساري رحمه الله شخصيا، وأبلغني بأن وضعه الصحي لم يعد يسمح له بالكثير من الجهد، لذلك سيلجأ لمساعدة أحد الباحثين من أجل مساعدته في عملية تنقيح الكتاب". بنونة الذي يعيش وعائلته منذ صدور الكتاب حالة صدمة، أكد في تصريحه للموقع بأنه بعد وفاة المساري، تكلف أبناؤه بإعادة أجزاء الكتاب إلى العائلة، والتي كانت ترتب لإصداره بنفسها، قبل أن تفاجأ به في المكتبات، ودون أي تنسيق أو تواصل معها. وأضاف، أن عائلة الخطيب فوجئت بإصدار محمد معروف الدفالي، أخيرا، للكتاب من دون الجزئين، اللذين لم تسلمهما للمساري، وهو ما تعتبره العائلة "سرقة"، وتعتزم اللجوء إلى القضاء. وفي اتصال هاتفي مع "اليوم 24′′، تحدث محمد معروف الدفالي عن موضوع إصداره للكتاب، وقال: "أنا والأستاذ العربي المساري كنا صديقين، ونتشارك مجموعة من البحوث، واشتغلنا على الكتاب معا، قبل أن تتوفاه المنية". وتابع معروف الدفالي: "الراحل العربي المساري كانت لديه رغبة في إصدار كتاب الحركة الوطنية في شمال المغرب، فقررت، أخيرا، تحقيقها، وإصداره بعد إتمام بعض الأمور في نهايته، وكان هذا بنية الترحم على المساري". وزاد الدفالي: "لم يكن هناك أي تواصل مع عائلة الخطيب، اعتقدت أنها أعطت العمل للمساري، وبقي أمانة في رقبتي"، مضيفا أنه ظن أن إصداره للكتاب اتمام لمهمة المساري، حسب تصريحه. وزاد المتحدث نفسه: "أنا لست تاجرا أنا أهتم بالتاريخ، والثقافة، لم أتخيل أن إصدار الكتاب سيخلق مشكلة، ولو ظننت ذلك لحاولت ما أمكن التواصل مع عائلة الخطيب". وأكد الدفالي أن نيته كانت حسنة عند إصداره للكتاب، وقال: الكتاب خدمة للمصلحة العامة.. ولمدينة تطوان بصفة خاصة، لم تكن هناك أي نية سيئة.. الهدف هو إظهار شخصية من الشخصيات الوطنية".