البروفيسور الحسين بارو، رئيس مصلحة الإنعاش والتخدير بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، من جهته أرجع السبب في ارتفاع الحالات الحرجة المصابة بفيروس "كورونا" إلى "تراخي المواطنين في اتباع الإجراءات" و"تهاونهم في الذهاب إلى المستشفى"، ما يعسر الكشف المبكر للمرض. بارو، وفي تصريح ل"أخبار اليوم"، اعتبر أن "المواطن يتحمل جزءا مهما من مسؤولية ما يحدث، ذلك أنه لم يعد يخاف المرض عكس المراحل الأولى من اكتشافه، وفئة مهمة من المواطنين لا تثق أصلا في وجود كورونا، وبالتالي، لا تتجاوب مع توصياتنا، وهذا لا يساهم أبدا في أن نعود إلى حياتنا العادية.. نحن نعول على وعي المواطن أساسا في هذه المعركة الوبائية التي نخوضها" يقول المتحدث، متابعا: "التشخيص يعني أن يذهب الشخص إلى المستشفى والدولة وفرت مراكز قرب وحتى أطباء عامين سيوجهونه بسرعة، ففي بداية الجائحة كان الشخص كلما أحس بضيق أو سعال أو شيء غريب يسارع إلى الطبيب فورا. اليوم، يتهاون إلى أن يبلغ الفيروس مداه وهذا خطير جدا". ولفت البروفيسور بارو إلى أن 23 في المائة من المرضى الذين يصلون إلى المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء يتوفون في الباب قبل أن يلجوا المستشفى لأن الفيروس يكون قد دمر الرئتين، وهي الحالات الخطيرة التي نصادفها يوميا"، ويضيف: "أمام ارتفاع الوفيات التي نعدها يوميا بأسى وأسف كبيرين ونحن ندرك تأخرها في طلب العلاج، نغادر المستشفى ونصادف عشرات المواطنين يرفضون ارتداء كماماتهم أو التقيد بإجراءات التباعد، وأحيانا في الشارع العام نصادف بعضهم ممن يقول إن المرض مجرد إشاعة". وبخصوص البروتوكول العلاجي، الذي يوصف للأشخاص في حالة حرجة، يقول البروفيسور أنه "هو نفسه الذي يأخذه المرضى العاديون، غير أنه لا يجدي نفعا لهم وهم في وضعية إنعاش لأن الفيروس يكون قد دمر الرئتين، أساسا، واستقر في خلايا الإنسان، أما إذا أخذ في وقت مبكر فتكون نتيجته مرضية، لذلك نؤكد ونشدد على الكشف المبكر". وبخصوص تراجع الكشف المبكر من طرف السلطات الصحية، فيما يتعلق بمخالطي المرضى المؤكدين، أقر البروفيسور بذلك، موضحا أنه في المراحل الأولى كانت الأعداد محدودة وكان من السهل حصر المخالطين مع إجراءات الحجر الصحي، لكن مع تزايد الحالات أصبح من الصعب حصرهم وتعدادهم، وبالتالي، الكشف المبكر. ونبه المتحدث إلى أن المغرب استطاع في المرحلة السابقة القضاء على الفيروس "لدرجة أن الأقسام التي كنا قد خصصناها لمرضى كوفيد أغلقناها وجعلناها خاصة بالمرضى العاديين، لكن ما حدث هو أنه انقلبت الموازين وأصبحنا في وضع أسوأ من الأول، ففي غضون شهر ونصف تضاعف عدد الوفيات إلى ثلاث مرات.. لقد بدأت الموجة الثانية".