كشف تقرير للمهمة البرلمانية الاستطلاعية المؤقتة، للوقوف على وضعية المؤسسات السجنية، عن تفاصيل حوار جمع البرلمانيين، مع سجناء "السلفية" في سجن مول البركي بآسفي، ومطالب السجناء. ويقول التقرير إن البرلمانيين أعضاء اللجنة الاستطلاعية، فتحوا نقاشا مع معتقلي ما يسمى ب"السلفية" حول موضوع برنامج "المصالحة" للتأهيل الفكري للسجناء في قضايا الإرهاب، والذي يروم مصالحة هذه الفئة مع ذواتهم ومع النصوص الدينية ومع المجتمع، حيث تمت ملاحظة التنويه والتثمين الذي تلقاه هذه المبادرة لدى بعض السجناء والذين طالبوا بالإنخراط من أجل الاستفادة منه، في حين هناك من عبر عن عدم اقتناعه بهذه المبادرة واعتبر أن الإنخراط بمثابة اعتراف بالخطأ. اللجنة الاستطلاعية، وقفت على تصرفات موظفي السجن أثناء قيامها بمهامها، حيث قالت أنه لوحظ عدم ارتياح لدى العديد من السجناء وظهور علامات الخوف والقلق عند بعضهم من تبعات الحديث أثناء التواصل معهم من قبل النواب، كما تم تسجيل أن بعض أعوان وموظفي الإدارة المرافقين كانوا حرصين على تسجيل رقم اعتقال كل سجين تم التواصل معه من قبل أعضاء المهمة الاستطلاعية، بالنسبة للسجناء المحكوم عليهم بعقوبة الإعدام. ونقلت اللجنة التستطلاعية عددا من تظلمات المساجين، منها الاكتظاظ الكبير بجناح 20D حيث يتجاوز معدل السجناء في كل زنزانة 12 سجينا، ومعاناة الولوج للخدمات الصحية سواء داخل المؤسسة أو خارجها، وتشكي بعض السجناء من مظاهر سوء المعاملة وادعاء وجود بعض أشكال التعذيب من قبل أحد نواب رئيس المعقل، خاصة أثناء العرض على الإجراءات التأديبية والوضع في الزنزانة الفردية. واشتكى النزلاء من معاناة الأسر في الولوج للمؤسسة السجنية وكلفة التنقل إليها مما يحرمهم من التواصل مع أسرهم وذوبهم، كما وقف النواب أنفسهم على صعوبة الوصول إلى المؤسسة التي تبعد بكيلومترات عن المدينة، وعدم وجود مخرج من الطريق السيار إليها، وسوء أحوال الطريق المؤدية لها، ما يفسر حسب النواب انخفاض أعداد الزيارات العائلية التي يتلقاها السجناء، والتي تتراوح بين زيارة وثلاثة شهريا. وسجل التقرير تواجد السجناء بساحة الفسحة بأعداد كبيرة، وهو ما يطرح مشاكل متعددة على المستوى الأمني وتدبير هذه الأعداد في رقعة جغرافية محدودة لا تتناسب وعدد السجناء المتواجدين بها، كما وقف النواب على عدم استثمار مركز التكوين البيداغوجي الذي يتوفر عليه السجن وبمواصفات جيدة على مستوى البناية بالإضافة إلى التجهيزات والتخصصات المتنوعة، بسبب غياب الموارد البشرية للقيام بهذه الوظائف، وعدم إقبال المؤطرين للعمل بهذه المؤسسة السجنية بسبب موقعها الجغرافي وضعف التعويضات وغياب التحفيزات الممنوحة لهؤلاء. وسجل النواب توزيع وجبة العشاء بشكل مبكر على السجناء، حيث يتم توزيعها ابتداء من الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال وذلك لاعتبارات أمنية سببها قلة الموارد البشرية، وهو نفس الإشكال الذي الإشكال الذي تعاني منه المؤسسة في مجال التطبيب، بسبب غياب طبيب قار، وزيارة طبيب من سجن الجديدة لها مرتين في الأسبوع.