يواصل فيروس كورونا على إيقاع تخفيف الحجر الصحي، تحديه للسلطات الصحية بمدينة فاس، متسببا لها في قلق متزايد بعد اقتحام المرض بشكل لافت جل الأحياء الشعبية للمدينة، حيث سجلت بالحاضرة الإدريسية خلال الأربعة أيام الماضية حتى صباح أمس الاثنين، 53 إصابة جديدة، أعلنت عنها الصفحة الرسمية للمديرية الجهوية للصحة "كوفيد-فاس". وكشف مصدر "اليوم 24" أن هذه الحالات رصدت عقب عمليات توسيع الفرق الطبية والتمريضية ضمن التدخل السريع للجنة اليقظة والرصد الوبائي لأبحاثها، عن طريق توسيع مجال الكشف المخبري وسط المخالطين المفترضين لمرضى مصابين سبق للمصالح الصحية بفاس أن أعلنت عنها، وهي حالات منفردة رصدت بأحياء متفرقة بمدينة فاس، جلها سجلت بمقاطعة سايس وبالتحديد حي عوينت الحجاج، ومقاطعة المرينيين بحي بندباب وحي الأمل باب السيفر وبلخياط، وبمقاطعة أكدال بحي السعادة. باقي الإصابات سجلت ببؤرة سكنية بعمارة حي "سيدي بوجيدة" الشعبي القريب من الحي التاريخي "باب فتوح"، إضافة إلى حالات مخالطة لمصابين تسببوا في إغلاق المقاطعة الجماعية لسايس، بعد إصابة مهندسة و3 سائقين، أما السوق النموذجي للخضر والفواكه بحي السعادة التابع للمقاطعة الجماعية لأكدال، فما تزال السلطات تحتفظ بقرار إغلاقه بسبب حمل 3 تجار للفيروس. هذا وبلغ عدد الإصابات بمدينة فاس، والتي ما تزال تعيش على إيقاع انتشار الوباء بجميع أحيائها الشعبية على الخصوص، 145 حالة، أي بزيادة 121 حالة جديدة في أقل من عشرين يوما أعقبت مرحلة تخفيف تدابير الحجر الصحي، والتي أعلنتها السلطات المغربية في ال10 من شهر يونيو الجاري، حيث دخلتها حينها مدينة فاس ب15 مريضا فقط تحت العلاج، ليرتفع عددهم حتى صباح أمس الاثنين إلى 136 مريضا، فيما تعافى من مرضى العاصمة العلمية 652 مريضا، واستقر عدد وفياتها حتى الآن في 9 أشخاص. وفي مقابل قلق وخوف الفاسيين من مواصلة كورونا تسجيل إصابات جديدة يوميا بمعدل يتراوح ما بين 5 و20 إصابة يوميا خلال الأسبوعين الأخيرين، سارعت المديرية الجهوية للصحة إلى طمأنة السكان عبر الصفحة الرسمية للمديرية على الفايسبوك "كوفيد-فاس"، بتأكيدها أن "الوضعية الوبائية بفاس وجهتها متحكم فيها ومستقرة"، مبررة ارتفاع حالات الإصابة ب"كوفيد-19′′، بأنه ناتج عن توسيع دائرة الكشف الجماعي المبكر، بغية احتواء الوباء والحد من انتشاره، بالتزامن مع تخفيف تدابير الحجر الصحي. وأوضحت المديرية الجهوية للصحة أن الإصابات المسجلة بمدينة فاس، معظم مصابيها بدون أعراض لكنهم ناقلون للعدوى، وهو ما يفرض، بحسب السلطات الصحية، التزام الفاسيين الصارم بالتدابير الوقائية، عبر وضع الكمامات الواقية، واحترام مسافة البعد المكاني وتفادي التجمعات، وكذا تحميل تطبيق "وقايتنا" للإشعار باحتمال التعرض للعدوى، مع تشغيل تقنية البلوتوث بصفة متواصلة، حيث جاء هذا التحذير السريع من السلطات الصحية، عقب التحدي الكبير والخطير الذي باتت تواجهه العاصمة العلمية على إيقاع تخفيف الحجر الصحي، بعدما اقتحم فيروس كورونا بشكل لافت جل الأحياء الشعبية للمدينة، الآهلة بالسكان التي تضاعفت بها حالات خرق حالة الطوارئ وعدم الالتزام بالتدابير الاحترازية والوقائية، بعدما عاد السكان إلى ممارسة أنشطتهم اليومية بشكل عاد.