منعطف خطير دخلته الحالة الوبائية لفيروس كورونا المستجد بمدينة فاس، عاصمة الجهة، التي قفزت في أقل من أسبوعين، أعقبا بداية مرحلة تخفيف الحجر الصحي في العاشر من يونيو الجاري، من 14 مصابا يوجدون تحت العلاج إلى 91 مريضا، أي بزيادة 77 إصابة جديدة، ارتبطت، بحسب المعطيات التي أوردتها مصادر "أخبار اليوم"، بحالات منفردة حاملة لفيروس "كوفيد-19′′، نشرت العدوى بين مخالطين بالأحياء الشعبية على الخصوص وتجمعات سكنية ومهنية، ما عجل بتدخل السلطات الصحية والإدارية، التي أمرت بإغلاق المقاطعة الجماعية سايس التابعة للجماعة الحضرية فاس، وكذا سوق نموذجي للخضر والفواكه، فيما عزلت أحياء لتسجيلها إصابات جديدة. قال مصدر مطلع بولاية جهة فاس- مكناس، إن والي الجهة، سعيد ازنيبر، وبتشاور مع السلطات الصحية بالمديرية الجهوية ولجنة اليقظة والرصد الوبائي، قرروا أول أمس الثلاثاء، إغلاق مقر المقاطعة الجماعية سايس، التي يرأسها سعيد بنحميدة المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، وهو النائب الأول لعمدة فاس ورئيس جماعتها الحضرية إدريس الأزمي، بسبب تسجيل 4 مصابين ظهرت عليهم أعراض المرض مع بداية الأسبوع الجاري، قبل أن تؤكد نتائج التحليلات المخبرية إصابتهم بالفيروس، عشية إغلاق مقر المقاطعة وإخلائها من جميع موظفيها. ويتعلق الأمر، حسب مصادر الجريدة، بمهندسة ترأس مصلحة حفظ الصحة بمقاطعة سايس، و3 سائقين تابعين للمصلحة ذاتها، التي انخرط موظفوها وأعوانها منذ دخول الفيروس إلى تراب عاصمة الجهة منتصف شهر مارس الماضي، في المعركة ضده ضمن الخطوط الأمامية، حيث باشروا حملة لتعقيم شوارع المقاطعة وأحيائها السكنية وساحاتها وإداراتها العمومية. وزادت المصادر عينها أن تسجيل 4 إصابات في صفوف موظفي وأعوان مقاطعة سايس، قاد السلطات الصحية والإدارية إلى إعلان حالة استنفار وسط العاملين بالمقاطعة بمختلف فئاتهم، حيث شنت الفرق الطبية والتمريضية للتدخل السريع، حملة واسعة بحثا عن المخالطين للمصابين الأربعة، إذ شرعت أول أمس الثلاثاء في إجراء بحثها عن المخالطين المحتملين للمصابين وسط عائلاتهم وزملائهم بمقر عملهم بمقاطعة سايس، وكذا مرتفقي مصالح هذه المقاطعة من سكان نفوذها الترابي، الذي يضم أحياء شعبية آهلة بالسكان، أهمها "عوينت الحجاج" و"النرجس" و"مونفلوري". هذا وخضع 61 موظفا بمقاطعة سايس، أول أمس الثلاثاء، للفحوصات الطبية السريرية، وأخذت لهم عينات من مسالكهم التنفسية لإخضاعها للتحليل المخبري بالمختبر الجهوي التابع للمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، فيما تواصل الفرق الطبية والتمريضية للتدخل السريع، بحثها عن الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس وسط المخالطين للمصابين ال4، حيث ستشمل التحليلات المخبرية- الفيروسية، بحسب مصدر طبي قريب من الموضوع، ما تبقى من موظفي المقاطعة الذين يحضرون إلى مقر عملهم بالتناوب، يزيد عددهم عن 130 موظفة وموظفا إضافة إلى أعوان، وكذا رئيس المقاطعة وبقية أعضاء مجلسها، ورجال السلطة الذين لهم ارتباط وتعامل شبه يومي مع منتخبي المقاطعة وموظفيها. تسلل فيروس كورونا إلى مقاطعة جماعة سايس، وهي المقاطعة السادسة التي يدبرها حزب العدالة والتنمية، والتابعة للجماعة الأم، الجماعة الحضرية لفاس، دفع بخصوم العمدة إدريس الأزمي وإخوانه بالمقاطعات الست، إلى الدخول على خط تحول إحدى المقاطعات إلى شبه بؤرة مهنية، وتوجيه مدفعيتهم الثقيلة صوب تدبير "حزب المصباح" للجائحة التي تواصل نزوحها بأحياء فاس وضواحيها، حيث وجد حزب الاتحاد الاشتراكي بفاس، فرصته السانحة ل"تقطير الشمع" على خصمه السياسي الذي يدبر شؤون مدينة فاس بمقاطعاتها الست، الذي كال له عضو المكتب السياسي لحزب "إدريس لشكر"، وكاتبه الإقليمي بفاس، جواد شفيق، اتهامات ثقيلة في بيان أصدره أول أمس الثلاثاء باسم الكتابة الإقليمية، عقب صدور قرار الداخلية القاضي بإغلاق مقر المقاطعة الجماعية لسايس، إذ حمل القيادي الاتحادي جواد شفيق عمدة فاس إدريس الأزمي وإخوانه، رؤساء المقاطعات الجماعية التابعة للجماعة الحضرية، مسؤولية تعريض السلامة الصحية للموظفين والأعوان لخطر كورونا، معتبرا أن الإصابات الأربع المسجلة بالمقاطعة، في انتظار نتائج التحليلات المخبرية للمخالطين وسط الموظفين والمستشارين ومرتفقي المقاطعة، عرت وكشفت إخلاف المجلس الجماعي لفاس ورؤساء مقاطعاتها، الموعد لمحاربة كورونا بالحاضرة الإدريسية، عبر توفير أبسط الظروف ومتطلبات الوقاية اللازمة للموظفين الذين يشتغلون تحت مسؤوليتهم، ولمقرات المرافق الخاضعة لتدبيرهم الجماعي، التي يلجها المواطنون لقضاء أغراضهم الإدارية، بحسب ما جاء في بيان الكتابة الإقليمية لحزب الوردة بفاس، التي طالب كاتبها والعضو بالمكتب السياسي، جواد شفيق، من السلطات الإدارية والقضائية المختصة، فتح بحث لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات، حيال الإصابات التي سجلتها المقاطعة الجماعية لسايس، نتيجة إهمالها من قبل مسيريها، وتعريضهم للسلامة الصحية وحياة الموظفين والمواطنين للخطر. من جهته، رد سعيد بنحميدة، القيادي بحزب العدالة والتنمية والنائب الأول لعمدة فاس إدريس الأزمي، ورئيس المقاطعة الجماعية لسايس، (رد) على الاتهامات الصادرة عن شفيق بأن الوضع الاستثنائي الذي تعيشه مدينة فاس وباقي مناطق المغرب ككل بسبب الجائحة، لا ينبغي أن يفتح شهية البعض لخوض معاركهم السياسية ضد خصومهم، ومحاولتهم كسب نقاط تخرجهم من مستنقعهم السياسي. وأضاف المتحدث عينه أن الرد المناسب على البيان، سيأتي من حزب العدالة والتنمية ورئاسة الجماعة الحضرية لفاس، بعد تجميع كل المعطيات المتعلقة بالإصابات المسجلة بالمقاطعة الجماعية لسايس وانتهاء الأبحاث الصحية، التي تباشرها السلطات الصحية وسط المخالطين للمصابين. كما شدد بنحميدة على أن المعطيات الأولية تفيد بأن المهندسة بمصلحة حفظ الصحة، انتقلت إليها العدوى عبر مخالطتها لأحد المصابين من أقربائها خارج مقاطعة سايس، مستبعدا ارتباط إصابتها بسبب وظيفتها أو اشتغالها بالمقاطعة، ونفس الشيء بالنسبة للسائقين الثلاثة..