كيف تنظرون إلى إقدام حاكم سبتة على تعليق شعيرة عيد الأضحى هذه السنة، ضاربا عرض الحائط بمشاعر نصف سكان المدينة؟ هذا قرار سياسي خاطئ من شأنه أن يزيد تأزيم الوضع داخل المدينة، ويدفع في اتجاه حالة من الاحتقان بين الحزب الحاكم وبين المسلمين وممثليهم. حتى الآن تقول سلطات المدينة إن القرار اتخذ بتفاهم أو اتفاق مع الجمعيات التي تمثل المسلمين في سبتةالمحتلة، وحتى لو كان ذلك صحيحا، فهذا لن يحل الإشكال، لأن على ممثلي الساكنة المسلمة أن يرجعوا إلى هؤلاء ويأخذوا رأيهم، وإلا ستكون أزمة بين هذه الجمعيات وبين السكان، لأن المسلمين لن يتساهلوا في شعيرة مهمة من شعائر دينهم، خاصة أن هناك ارتباطات بينهم وبين إخوانهم المغاربة خارج المدينةالمحتلة، ما سيؤثر في معنوياتهم ويشعرهم بأنهم ليسوا مغاربة. في مليلية سمح بالاحتفاء بالعيد مع تعليق صلاة العيد. هل يتعلق الأمر هنا بمرجعيات الحزبين الحاكمين؟ ألا يكرس قرار التعليق في سبتة تعصب اليمين تجاه المسلمين والمغاربة؟ الخلفية السياسية لهذا القرار ليست غائبة، فالحزب الشعبي اليميني الحاكم في سبتةالمحتلة معروف بمواقفه المناوئة للمغرب، سواء على الصعيد المركزي أو على الصعيد المحلي، وهو يعتبر أن سياسته تجاه مغاربة المدينة جزء من سياسته العامة تجاه المغرب، لذلك ينبغي قراءة هذا القرار المتعلق بتعليق الاحتفاء بعيد الأضحى ضمن موقفه العام من المغرب، فالتدبير المحلي ترجمة للثقافة السياسية لدى الحزب. مقارنة بالحزب الشعبي، اختار حزب مواطنون الحاكم في مليلية المحتلة السماح للساكنة المسلمة بإقامة شعيرة الأضحى. يمكننا أن نرى في هذا التباين موقفا معينا من القاعدة الناخبة المسلمة لدى الحزبين. الحزب الشعبي حزب تاريخي قوي، وله قاعدة انتخابية تقليدية، لذلك، يبدو أنه يغلِّب ما هو إيديولوجي على ما هو انتخابي، فيما الحزب الثاني حزب حديث النشوء، وهو يبحث عن توسيع قاعدته. لكن يمكننا أيضا أن نرى في هذا التباين اختلافا في ميزان القوة بين جمعيات ممثلي المسلمين وبين السلطتين في المدينتين. على كل حال، قد يؤدي هذا التباين إلى مشكلات بين مسلمي سبتة والسلطة الحاكمة، لأنه لا يمكن حرمان طرف والسماح لطرف آخر، زد على ذلك المسلمين الموجودين في إسبانيا الذين سيحتفون بالعيد كالعادة، في حال لم يصدر قرار مماثل مركزيا. تقول حكومة سبتة إن جهات تريد تسييس قرار التعليق لأهداف حزبية، ألا يظهر لكم أن قرار التعليق في حد ذاته سياسي؟ بالطبع سوف ينعكس القرار على العلاقة بين الحزب الشعبي الحاكم وبين أحزاب المعارضة، كما قد ينعكس سلبا على التعايش بين عناصر التحالف في مجلس المدينة بين الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي الحاكم على الصعيد المركزي في مدريد. لكن، مع ذلك، لايزال يفصلنا وقت عن العيد، ويمكن أن يحصل تغير في موقف الحزب الشعبي إذا ارتفعت وتيرة الضغط وحصل اختلاف داخل مكونات المجلس.