أرجأت محكمة الاستئناف، أمس الاثنين، ملف الأم، المتهمة بمحاولة قتل أطفالها الثلاثة، إلى غاية 13 يوليوز المقبل، بعد أن التمس دفاعها تأخير الملف، بسبب عدم حضورها، بسبب حالة الطوارئ الصحية، التي تخضع لها البلاد. وقال المحامي يوسف السطفي، عضو دفاع المتهمة، في حديثه مع "اليوم 24′′، إن الدفاع يرفض بتاتا محاكمة المتهمة عن بعد، لأن ذلك من شأنه أن يقلل من فرصة تخفيف العقوبة عليها. وأشار المتحدث نفسه إلى أن المحاكمة عن بعد، تشوبها العديد من المشاكل، التي قد تؤثر سلبا على المتهم؛ فالقاضي يتأثر بطريقة دفاع المتهم عن نفسه بشكل مباشر، وتفاعله مع الأسئلة، فكل هذه العوامل قد تؤثر في الحكم. وكانت الأم المتهمة نفسها قد كشفت معطيات مثيرة، تتعلق بعلاقتها مع زوجها، مبرزة أنها لا تتذكر أي شيء عن حادث رمي أطفالها الثلاثة. وأوضحت المتهمة أن علاقتها مع زوجها، طوال 10 سنوات، كانت متوترة، إذ حاول مرارا الاعتداء عليها بواسطة الضرب، وطلبت الطلاق منه أكثر من مرة، مشيرة إلى المعاملة القاسية من طرف والدته، التي تقطن معهما في المنزل، لأنه في ملكيتها. وقالت المتهمة، إن المشاكل، التي نشبت بينها، وزوجها، طوال سنوات، تتعلق بالمصروف، الذي لا يكفي لسد حاجياتها، فضلا عن معاملته القاسية لها. وأجابت الأم المتهمة، ربيعة، البالغة من العمر 33 سنة، عن سؤال القاضي حول الأسباب، التي دفعتها إلى رمي أطفالها الثلاثة، في جلسات سابقة، أنها لا تتذكر شيئا عن رمي أطفالها، واكتفت بذرف الدموع. وعلاوة على ذلك، أجرت المحكمة بحثا اجتماعيا حول ربيعة، فاتضح لها أنها عاشت طفولة مفككة، وهذا ما أكدته المعنية بالأمر نفسها، إذ أشارت، وهي تجيب عن أسئلة القاضي، إلى أن والدتها تخلت عنها، وعاشت في كنف جدها، وعمتها، فضلا عن أنها لم تستطع متابعة دراستها. وأوردت ربيعة، أيضا، أنها حاولت الانتحار، ودخلت في حالة اكتئاب أمام الضغط النفسي، الذي كانت تعيشه رفقة زوجها، ولفتت الانتباه إلى أنها كانت مخطوبة إلى أحد أقربائها، الذي توفي قبل أن تتزوج بأب أطفالها الثلاثة، الذي تنازل عن متابعتها. يذكر أن الأم المتهمة كانت قد رمت، في أكتوبر الماضي، أطفالها الثلاثة من سطح منزلها في حي أناسي، أمام دهشة الجميع. وأخضع الأطفال الثلاثة للمراقبة الطبية في مستشفى الهاروشي، حيث استقرت أوضاعهم الصحية، بعد شهور من العلاج.