في الوقت الذي لازالت تبحث فيه الحكومة المغربية عن تصور لإجلاء آلاف المغاربة العالقين في الخارج منذ الإغلاقالشامل للحدود البرية والبحرية والجوية يوم 13 مارس الماضي، يبدو أن هذه القَضية الاستثنائية، بحكم أن المغرب هوالبلد الوحيد تقريبا الذي لم يعد مواطنيه العالقين بالخارج؛ تَزْدَادُ تعقيدا. وتشير كل التوقعات إلى أن عدد العالقين قديتجاوز 40 ألف شخص في شهر يونيو المقبل في حالة لم تتم إعادتهم أو التوصل إلى اتفاق، على الأقل، بين الحكومتينالمغربية والإسبانية لتدبير ملف آلاف العاملات المغربيات في حقول الفواكه الحمراء الإسبانية بمنطقة “ويلفا” منذ بدايةالسنة الجارية واللواتي سيجدن أنفسهن، أيضا، في الأيام المقبلة في عطالة دون القدرة على العودة. في هذا الصدد، كشفت وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي“، نقلا عن مصادر قريبة من ملف العاملات الموسميات في حقولالفواكه الحمراء بإسبانيا، أن نحو 7000 مغربية، ممن تمكن من الانتقال إلى الجزيرة الإيبيرية قبل إغلاق الحدود،سيجدن أنفسهن بدون عمل على طول شهر يونيو المقبل، بل أكثر من ذلك لن تستطعن العودة إلى المغرب في ظل استمرارإغلاق الحدود بين البلدين إلى الأجل غير مسمى. علما أن الحكومة الإسبانية قررت مواصلة إغلاق حدودها في أفق فتحهابشكل تدريجي وبشروط ابتداء من فاتح يوليوز المقبل، فيما لا يُعرف إن كانت الحكومة المغربية ستعيد فتح الحدود فيحالة رفع الحجر الصحي تدريجيا وعدم تمديد حالة الطوارئ. وأورد المصدر ذاته أن 3000 عاملة مغربية (من أصل 7000) ستنتهي مهامهن في حقول الفواكه الحمراء في الأسبوعالأول من الشهر المقبل، فيما بقية العاملات ستنتهي مهامهن تدريجيا في الأسابيع الموالية. وفي حالة عدم التوصل إلىمخرج بين حكومتي البلدين لملف العاملات الموسميات، فسيلتحقن بقائمة 31 ألفا و800 عالق مغربي بالخارج إلى حدودالساعة، ما يجعل مجموع العالقين يقارب ال40 عالقا. وتجدر الإشارة إلى الحكومة المغربية أعادت 500 عالق مغربيمن مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين إلى الداخل المغربي. وسبق ل“أخبار اليوم” أن أشارت إلى أن المقاولات الفلاحية الإسبانية تريد رمي كرة العاملات المغربيات في ملعبالحكومة الإسبانية في ظل اقتراب موعد انتهاء جني الفواكه الحمراء، بحكم أنه كان من المتوقع أن ينتهي الجني هذهالسنة مبكرا. ولا يريد المزارعون الإسبان تحمل تكاليف إقامة وتغذية وحماية العاملات المغربيات ال7000 اللواتيحالفهن الحظ في العبور قبل إغلاق الحدود، فيما عاكس الحظ 10 ألف عاملة أخرى. ويعتبر العمل الموسمي في الحقولالإسبانية مورد رزق سنوي مهم لآلاف الأسر المغربية، هكذا يكون فيروس كورونا أثر على جيوب نحو 10 عاملة/أسرة مناللواتي كان من المنتظر أن يلتحقن بالحقول الإسبانية. يشار إلى أنه بينما طال انتظار ترحيل أزيد من 30 ألف مغربي عالق بالخارج من السلطات المغربية، غادر 90 ألفأجنبي المغرب منذ إغلاق الحدود بتدخل ووساطة من حكوماتهم. بعض العالقين المغاربة الذين تتواصل معهم الجريدةيؤكدون أنهم يعيشون مأساة حقيقية بعيدا عن الوطن رغم توفير الإقامة والطعام والأدوية لهم من قبل القنصليات المغربيةكما هو حال العالقين بإسبانيا.