سارعت السلطات بالمنطقة الصناعية عين السبع بالدارالبيضاء، بالتنسيق مع المصالح الصحية، إلى إغلاق إحدى الشركات المتخصصة في صناعة الأحذية، بعد أن أكدت التحاليل المخبرية إصابة 3 من عمالها بفيروس “كوفيد 19″، ضمنهم زوج إحدى العاملات بالشركات الثلاث الموحدة للأحذية التي تحولت إلى بؤرة كبيرة للوباء. وحسب مصادر “أخبار اليوم“، فإن عملية تتبع المخالطين لعمال شركات الأحذية الموحدة المعدة للتصدير إلى إسبانيا وإيطاليا، كشفت ثلاث حالات جديدة في شركة أخرى لصناعة الأحذية بالحي الصناعي عين السبع، وهو ما قاد إلى إغلاق شركات أخرى كانت تتوفر على ترخيص لممارسة نشاطها في صناعة الأحذية، غير أن التطور الوبائي بالمنطقة، وتحول الحي الصناعي ذاته إلى بؤرة مقلقة لانتشار فيروس كورونا، دفعا إلى إعادة النظر في التراخيص الممنوحة للشركات لمواصلة العمل في ظل حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها البلاد. وكشفت المصادر ذاتها، أن إحدى العاملات بشركات الأحذية الثلاث الموحدة، نقلت فيروس كورونا إلى زوجها الذي يعمل بشركة أخرى في الحي الصناعي نفسه، كما ساهمت الإقامة المشتركة لعمال من نفس الشركة مع آخرين بشركات في نفس المنطقة الصناعية، في نقل الوباء، خاصة وأن ظروف السكن المشترك بين مجموعة من العمال بالحي الصناعي لا يمكنها ضمان التدابير الوقائية بينهم، وترفع نسبة نقل العدوى فيما بينهم لدرجة كبيرة. وأفادت المصادر ذاتها، أنه جرى إقفال شركات أخرى بالمنطقة الصناعية تفاديا لانتشار العدوى بين عمالها، خاصة الشركات التي لا تقدم منتوجا يحتاجه المواطنون في ظرفية حالة الطوارئ الصحية، ضمنها شركات أخرى لصناعة الأحذية والنسيج وغيرها، وذلك بعد أن ظهرت ثلاث بؤر وبائية بالحي الصناعي نفسه، وأفرزت مئات الإصابات في صفوف العمال ومخالطيهم، ولا تزال تنتج الإصابات المؤكدة في أحياء كثيرة في المحمدية والبرنوصي والحي المحمدي ومولاي رشيد وغيرها. وحسب متتبعين للحالة الوبائية بجهة الدارالبيضاء، فإن البؤر الوبائية بالحي الصناعي عين السبع غيرت خريطة الإصابات بفيروس كورونا المستجد بالدارالبيضاء والضواحي، خاصة مدينة المحمدية التي عرفت ارتفاعا صاروخيا في عدد الإصابات لتواجد عدد مهم من عمال شركة صناعة الأحذية من ساكنة أحيائها، حيث ارتفعت وتيرة نقل المصابين من الدواوير والأحياء التابعة لها بشكل غير مسبوق لتطويق انتشار الفيروس والسيطرة على الوضع؛ وهو الوضع نفسه بالنسبة لأحياء أخرى بمدينة الدارالبيضاء، حيث ساهمت بؤرة شركات الأحذية في وضع عمالة البرنوصي في صدارة أحياء الدارالبيضاء من حيث عدد الإصابات بالفيروس، بعد أن تجاوز عدد المصابين فيها 300 شخص، والحصيلة مرشحة للارتفاع لوجود عشرات المخالطين تحت المراقبة الصحية، وانتظار العشرات لنتائج التحليلات المخبرية التي أجروها للكشف عن مدى إصابتهم بكورونا من عدمها. وارتفعت المطالب بضرورة التحقيق حول الترخيص لشركة متخصصة في صناعة الأحذية المعدة للتصدير إلى الدول الأوربية، رغم إغلاق الحدود والظرفية العالمية التي تمر بها بسبب الجائحة الوبائية، خاصة وأن الشركات لا تقدم منتوجات تخول لها الاشتغال في الظرفية الاستثنائية لحاجة المغاربة إليها كشركات الغاز والمواد الغذائية، ولكنها في المقابل قدمت للمغرب عشرات الإصابات بالفيروس، مرفوقة بمئات حالات الرعب والخوف في الأسر المغربية، خاصة بجهة الدارالبيضاءسطات.