يتواصل توافد عمال ثلاث شركات موحدة لصناعة الأحذية المجهزة للتصدير، على مستشفى سيدي مومن بالدار البيضاء، لإجراء التحاليل المخبرية قصد كشف إصابتهم بفيروس كورونا المستجد من عدمها، بعد أن أظهرت النتائج الأولية إصابة 33 زميلا لهم في الشركة بالوباء، في حين تسود حالة من الترقب القاتل وسط مئات العمال الذين ينتظرون نتائج التحاليل التي أجروها في الأيام القليلة الماضية، بعدما تحولت وحدتهم الصناعية إلى بؤرة جيدة للوباء، بعد شركتي المواد شبه الطبية والأجبان والحليب. وحسب مصادر “أخبار اليوم”، فإن عدد الحالات المؤكدة إصابتها بالفيروس، في صفوف عمال الشركات الموحدة الثلاث، والذين يصل عددهم إلى 1000، بلغت إلى حدود أول أمس السبت 33 حالة، بعد الإعلان عن إصابة 18 عاملا ب”كوفيد 19″، إضافة إلى 15 إصابة جرى إعلانها يوم الجمعة، إذ تشير المصادر ذاتها إلى أن النتائج تتعلق بتحليلات تم إجراؤها إلى حدود يوم الأربعاء، في حين انطلق المسؤولون بخلية الرصد الوبائي في الاتصال عشية أول أمس بعمال أجروا التحليلات يوم الخميس المنصرم، معلنين إصابتهم بالفيروس، قصد نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاجات حسب بروتوكول وزارة الصحة. وأفادت المصادر ذاتها أن عمال الشركات الموحدة، حجوا بجموع غفيرة إلى مستشفى سيدي مومن، رغم محاولة صاحب الشركة تنظيم ذلك، بتحديد لائحة يومية، حيث أرسل 20 شخصا في أول عملية، وتأكدت إصابة 11 منها بالفيروس، وهو ما جعل الشك والرعب يدب في باقي العمال والعاملات، مطالبين بالإسراع في إجرائهم التحاليل، وبالتالي فقد تضاعف توجه العمال إلى المستشفى، الذي رفع من وتيرة أخذ العينات، حيث بلغت، حسب المصادر ذاتها، 120 يوميا في صفوف العمال، وهو ما خلق مشاكل في تحديد النتائج بالسرعة المطلوبة، مما جعلها تتأخر في الإعلان عن النتائج إلى حدود ثلاثة أيام. ونظرا للارتباك بالمستشفى، وحالة الفوضى الناجمة عن الخوف والهلع في صفوف عمال شركات الأحذية التي تعود ملكيتها لشخص واحد، فقد اقترح عمال متطوعون تنظيم لوائح جديدة، وعدم الاعتماد على لائحة الشركة، وذلك بتسجيل العمال الحاضرين أمام المستشفى، وترتيبهم وفق معايير الحضور والأسبقية، وبالتالي يعرف كل عامل تاريخ إجرائه للتحليلات المخبرية، وتفادي الاكتظاظ والتدافع، إذ تشير المصادر إلى اتفاق بين المتطوعين والمسؤولين بالمستشفى يقضي بإجراء تحليلات مخبرية للائحة في حدود 80 شخصا من عمال الشركة الموحدة للأحذية. وأضافت المصادر عينها أن العدوى انتقلت إلى مخالطي العمال، بعد أن كشفت عينة اختبارات على عائلة أحد العمال المصابين عن نتيجة إيجابية لابنه، في حين تم استبعاد زوجته وابنته لكون النتائج سلبية، مشيرة إلى أنه من المنتظر أن ترتفع أعداد المخالطين لكون مئات العمال ينتظرون نتائج التحاليل المخبرية، وبالتالي فإن عائلاتهم مفروض عليها أن تخضع بدورها للتحليلات المخبرية في حالة توصل العمال بنتائج إيجابية لحملهم فيروس “كوفيد 19”. ويروج بين عمال الشركات الثلاث المتخصصة في صناعة الأحذية المعدة للتصدير إلى أوروبا، أن المسؤولين كانوا يعمدون إلى إخفاء العشرات منهم في أماكن مغلقة أثناء زيارة اللجنة الصحية لمراقبة مدى انضباط الشركة لشروط الوقاية من الفيروس، على أن يعود اشتغالهم بطريقة مختلفة مباشرة بعد ذهاب اللجنة، مشيرة إلى أن احتمال انتقال العدوى بينهم مرتفع جدا، خاصة وأن حذاء واحدا المفروض أن يلمسه عشرات العمال ليصير جاهزا، بالنظر لطريقة الاشتغال التي تعتمد على التسلسل، كما أن عمال بعض الاختصاصات ينتقلون بصفة يومية بين الشركات الثلاث، إضافة إلى عمال نقل البضائع المعرضين بشكل مباشر للإصابة بالفيروس، أمام ضعف الاحتياطات المتخذة لتفادي الإصابة بالجائحة العالمية. وتعد الإصابات الجماعية لعمال شركات الأحذية، البؤرة الوبائية الثالثة في الحي الصناعي عين السبع بالدار البيضاء، قبلها ظهرت بؤرة وبائية في شركة لصناعة المواد شبه الطبية، ثم أخرى بشركة الأجبان والحليب، وهما شركتان لهما امتياز مواصلة العمل لأن منتوجاتهما تتعلق بأكل وصحة المواطن، غير أن الوضع مختلف تماما مع شركات صناعة الأحذية، خاصة أن منتوجاتها معدة للتصدير إلى دول أوروبية أصلا تعاني مع فيروس كورونا، وحدودها مقفلة، ما يعني أن الشركات المغربية ستكدس السلع في انتظار تجاوز جائحة كورونا لتسليم السلع، غير أنها ساهمت بشكل كبير في الرفع حاليا من عدد الإصابات بفيروس كورونا في المغرب، بعد تأكد إصابة العشرات من العمال، والشروع في إجراء تحاليل مخبرية مع باقي العمال إضافة إلى المخالطين من عائلات المصابين، حيث تسود أجواء من الرعب والخوف من انتشار عاصف للفيروس، خاصة وأن عدد العمال يتجاوز 1000 ويقطنون في مناطق متفرقة.