أصدرت مؤسسة منتدى أصيلة، ، بيانا صحفيا أعلنت من خلالها عن تتويج الروائية الفلسطينية سحر خليفة، بجائزة محمد زفزاف للرواية العربية. إذ اختارت اللجنة المكوّنة من ثلة من الأدباء المغاربة والعرب خليفة، تقديرا لها على عطاءاتها الأدبية جاء في البلاغ الذي أصدرته مؤسسة منتدى أصيلة بمناسبة تتويج الروائية سحر خليفة أن لجن التحكيم اختارت الكاتبة الفلسطينية «من بين مجموعة من الأسماء العربية الكبيرة، وذلك تقديرا لمجمل منجزها الروائي، ولما يتميز به من قيمة جمالية وإبداعية». وأضاف البلاغ أن هذا التتويج جاء أيضا تقديرا «لإسهاماتها في إعلاء صوت فلسطين والقيم الإنسانية النبيلة في متنها السردي، فضلا عما حققته رواياتها من انتشار وتلق واسعين، داخل الوطن العربي وخارجه». في هذا السياق، أفاد مصدر مطلع أن أحد أعضاء لجن التحكيم كان قد اقترح، في البداية، اسم كاتبة لبنانية لنيل جائزة محمد زفزاف للرواية العربية، التي استحدثت قبل أكثر من عشر سنوات. لكن باقي أعضائها اقترحوا اسم الروائية الفلسطينية، نظرا إلى تجربتها القوية. وأشار المصدر ذاتها أنه تم الاتفاق منذ البداية على أن تؤول الجائزة إلى كاتبة امرأة، بعد أن آلت من قبل إلى كل من السوداني الطيب صالح، والليبي إبراهيم الكوني، والمغربي مبارك ربيع، والسوري حنا مينة. جدير بالذكر أن لجنة التحكيم ضمت الروائيين الجزائري واسيني الأعرج، والمغربي أحمد المديني، والكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، والمصري عبده جبير، والمغربي محمد بن عيسى. يشار إلى أن قيمتها المالية تقدر بخمسة آلاف دولار تسلمها مؤسسة منتدى أصيلة نقدا للفائز أو الفائزة. وموازاة مع اختيار سحر خليفة كفائزة بدورة هذا العام، أصدرت مؤسسة منتدى أصيلة كتابا في 398 صفحة من الحجم المتوسط تحت عنوان «التجربة الروائية لسحر خليفة: دراسات وقراءات وحوارات». إذ يضم الكتاب، كما على ذلك عنوانه، مساهمات تسلط الضوء على مسار سحر خليفة الأدبي، ويعرف بنتاجها الإبداعي والجماعي. وتشارك ثلة من الروائيين والنقاد والباحثين في تأليف هذا الكتاب الخاص، الذي يشتمل على قسمين: قسم أول بعنوان «دراسات وقراءات في روايات سحر خليفة»، حيث يضم ثمان وعشرين مقالة ودراسة، وقسم ثان بعنوان «حوارات مع الروائية سحر خليفة»، يشتمل على خمسة حوارات. وقد اعتبر الناقد نبيه قاسم، أن سحر خليفة، التي كان من المرتقب أن تتسلم جائزتها، مساء أمس، في حفل بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، استطاعت أن تلفت إليها أنظار القراء والمهتمين منذ روايتها الأولى الموسومة ب»لم نعد جواري لكم»، الصادرة سنة 1974. كما تمكنت من فرض اسمها في الساحة الأدبية العربية مع صدور روايتيها «الصبار» سنة 1976 و»عباد الشمس» سنة 1980. في حين، أشار الناقد غسان إسماعيل عبد الخالق، إلى أن شخصية الروائية سحر خليفة تشكلت نتيجة اكتوائها المتوالي بنار الاحتلال الإسرائيلي لبلدها فلسطين منذ سنة 1948. إذ اعتبر أنها «تجهد لإعادة كتابة واقع الاحتلال عبر نص إبداعي... ولم تدخر وسعا لتوصيف الاضطهاد المزدوج الواقع على بنات جنسها: الاضطهاد التاريخي الذكوري مفاقما من خلال الاضطهاد السياسي الذي يمارسه الاحتلال». وإذا كان الناقد صلاح فضل، يضع تجربة سحر خليفة في كفة موازية للشاعر الراحل محمود درويش، باعتبار أنها تمثلت المحنة جماليا وإبداعيا، مثلما فعل درويش شعريا، فإن نقادا آخرين ذهبوا إلى قضايا أخرى، غير القضية الفلسطينية التي تشكل صلب روايات خليفة، هي قضايا تتعلق بالشكل، مثل السرد، والوصف، وبناء الشخوص، وتقنيات الحوار، الخ. إذ اعتبروا أن سحر خليفة صاحبة أسلوب خاص في كتابة الرواية في شقها التقني، مما جعل تجربتها فريدة مثيرة لعدة أسئلة وردود فعل نقدية متنوعة.