تم بداية الأسبوع الجاري فك لغز جريمة قتل بإيطاليا بعد حوالي أربع سنوات من وقوعها ، وهي جريمة أضحت من أشهر الجرائم في هذا البلد على إعتبار تناولها المستفيض في الإعلام لدرجة أن خبر إلقاء القبض على القاتل أُعلن عنه من طرف الحكومة. وزير الداخلية الإيطالية "أنجيلينو ألفانو" أعلن بداية الأسبوع الجاري في بلاغ للرأي العام عن إلقاء القبض على قاتل فتاة إيطالية تدعى "يارا غامبيرازيو" ، وتعود وقائع هذه القضية إلى أربع سنوات خلت عندما وُجدت الفتاة التي كانت تبلغ من العمر حينها 13 سنة مقتولة بواسطة طعنات سكين غير بعيد عن بيتها نواحي مدينة بيرغامو شمالي إيطاليا. القاتل مواطن إيطالي يبلغ من العمر 44 سنة وينحدر من نفس بلدة الضحية و تم التوصل إلى هويته بعد أبحاث مضنية قادها الأمن .هذا وتم تفكيك لغز هذه الجريمة المعقدة جدا بعد القيام بأخد عينة الحمض النووي لآلاف الأشخاص . واكتشفت الشرطة العلمية تطابق الحمض النووي لبقع وُجدت على تبان الفتاة مع شخص إيطالي كان يعمل سائقا و توفي سنة 1999، ومع تعميق البحث إتضح كونه الأب البيولوجي للقاتل غير أن هذا الشخص كان له فقط إبنيْن ولا علاقة لحمضهما النووي بذلك الموجود على ملابس الضحية لينطلق الأمن من فرضية جديدة مفادها كون السائق قد يكون له إبن خارج علاقة الزواج (غير شرعي) وهكذا ركز الباحثون على جمع الحمض النووي لسكان البلدة التي كان يسكنها وهو مسلك قادهم فعلا إلى وضع حد لملف تابعه الرأي العام الإيطالي لحظة بلحظة وباهتمام كبير جدا . والمثير أيضا في هذه القضية المعقدة هو كون القضاء الإيطالي كان قد إتهم مواطنا مغربيا يدعى محمد فكري بقتل اليافعة الإيطالية ،إذ سبق أن أُدخل السجن بسبب هذه الجريمة قبل ان يُفرج عنه القضاة بسبب غياب الأدلة .وأثارت قضية إعتقال محمد فكري حينها العديد من الكلام في الصحافة حيث أنه كان في رحلة عبر الباخرة إلى المغرب ، رحلة إنطلقت من ميناء جنوة في إتجاه طنجة وكانت ترجمة خاطئة لمكالمة بالدارجة المغربية هي كل ما إعتمد عليه الأمن لاعتقال المهاجر المغربي ، لدرجة أمرت فيه السلطات الإيطالية الباخرة الضخمة إلى العودة أدراجها وبكل حمولتها إلى الميناء بعد عدة ساعات من إنطلاقها ظنا منها أنه غادر هربا إلى المغرب بعد ارتكابه للجريمة . غير أن التحقيق مع محمد فكري لم يقُد إلى أي نتيجة إذ أثبت للأمن أن رحلته إلى بلده المغرب كانت مبرمجة منذ مدة ، و ليس له أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالواقعة. غير ان إعتقال الأمن له أدخله في كابوس مزعج إذ أصبحت تترصده الصحافة كما فقد عمله وخلف له ذلك أضرارا نفسية مهولة رغم إعتذار المحكمة له .