في الوقت الذي أقرّت فيه وزارة الصحة، مساء أول أمس الخميس، بوجود أربع بؤر لفيروس “كورونا” في المغرب، بينها بؤرة بجهة مراكشآسفي، بعدد حالات مؤكدة يصل إلى 66 مصابا بالفيروس؛ أكدت مصادر مطلعة، من جهتها، أن عدد حاملي فيروس “كوفيد-19” في صفوف جنود القاعدة العسكرية بابن جرير ارتفع، خلال الساعات القليلة الماضية، إلى 157 مصابا، بعد أن أجريت التحليلات الطبية المخبرية لمجموعة جديدة منهم بالمستشفى العسكري “ابن سينا” بمراكش. في غضون ذلك، وضعت المصالح الصحية المختصة أكثر من 20 عائلة للجنود المصابين تحت الحجر الصحي المراقب بمنازلهم الكائنة بأحياء مختلفة في مدينة ابن جرير، بينها حي النور (الجماعة)، حي الفرح (البور)، الحي الجديد (الدوار الجديد)، حي الأمل (شايبعينو)، حي إفريقيا، جنان الخير، الرياض… وقد عهدت الإدارة الترابية بالإقليم للسلطة المحلية وأعوانها والأمن الوطني والقوات المساعدة، بالسهر على تنفيذ قرار الحجر الصحي المراقب في حق أسر الجنود، مع توفير المواد الغذائية وباقي المستلزمات لهم مجانا، فيما تتولى فرق طبية وتمريضية تابعة للمستشفى الإقليمي بالمدينة مهام المراقبة الصحية اليومية. كما أصدر عامل الإقليم، أول أمس الخميس، قرارا يمنع فيه تنقلات الأطر الصحية خارج الإقليم، مبررا إياه ب”الحرص على استمرارية المرافق الصحية لمواجهة هذه الجائحة”، ليُصدر المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالرحامنة، ساعات قليلة بعد ذلك، مذكرة مصلحة يدعو فيها كافة موظفات وموظفي المندوبية إلى عدم التنقل خارج المجال الترابي للإقليم، حاثا إياهم على التطبيق السليم للقرار العاملي المذكور. وإذا كانت مصادرنا قدّرت عدد أفراد أسر المشمولين بقرار الحجر الصحي المراقب في أكثر من 100 شخص بمدينة ابن جرير لوحدها، فإنها رجحت أن يكون العدد الإجمالي لمخالطي الجنود المصابين بالفيروس يتجاوز 2000 شخص، بمن فيهم أسرهم التي تقطن خارج القاعدة العسكرية بابن جرير وغيرها من المدن، وزملاؤهم ورؤساؤهم، خاصة بسرية المظليين، التي يصل عدد جنودها إلى حوالي 200 عنصر، كانوا ينتقلون إلى مراكش بالتناوب للعمل في إطار الآلية الأمنية “حذر”، بالإضافة إلى عناصر من الأمن الوطني التابعين لولاية أمن مراكش، الذين كانوا يعملون إلى جانبهم في إطار الآلية الأمنية المذكورة، التي تضم في تشكيلتها عناصر من القوات المسلحة الملكية والأمن الوطني، والمحدثة قبل حوالي ست سنوات، في إطار تنفيذ مخطط أمني لحماية المرافق الاستراتيجية، والتي غطت، في مرحلتها الأولى، ست مدن كبرى، وهي: الرباط، الدارالبيضاء، مراكش، فاس، طنجة، وأكَادير. هذا، وقد شهد مقر القاعدة العسكرية بابن جرير، التي تبعد بحوالي 12 كيلومترا جنوبا عن مركز المدينة، حالة استنفار أمني كبير، إذ احتضنت، خلال اليومين الماضيين، العديد من الاجتماعات حضرها مسؤولون عسكريون مركزيون ومحليون، بالإضافة إلى مسؤولين تابعين للإدارة الترابية والمديرية الجهوية لوزارة الصحة بمراكش ومندوبيتها الإقليمية بالرحامنة. كما كلفت المفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية مسؤولين عسكريين تابعين لمصلحة الصحة العسكرية، بالانتقال إلى قاعدة ابن جرير للوقوف عن كثب على الوضع الصحي العام بها، ورفع تقرير عاجل إليها. في غضون ذلك، لازالت جهة مراكشآسفي تحتل المرتبة الثانية في المغرب من حيث عدد الإصابات بالفيروس، إلى حدود العاشرة من صباح أمس الجمعة، فقد أعلنت وزارة الصحة ارتفاعَ عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس “كورونا المستجد” بالجهة ذاتها إلى 643 حالة، وراء جهة الدارالبيضاءسطات ب 702 إصابة. وسجلت 6 حالات شفاء جديدة بمراكش خلال ال 24 ساعة الماضية، ويتعلق الأمر بامرأتين وأربعة رجال، تتراوح أعمارهم بين 30 و69 سنة، والذين من المرجح أن يكونوا غادروا مستشفى “الرازي”، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس”، زوال أمس الجمعة، بعد أن تعافوا تماما من المرض.