من المقرّر أن تنتهي، الأربعاء المقبل، مدة الحجر الصحي المراقب ل 26 عاملا لأحد المركبات السياحية بإقليم الحوز، إذ وضعوا هناك بقرار من المصالح الصحية المختصة، بسبب مخالطتهم لموظف مركزي مصري بالمجموعة الاقتصادية المالكة لهذا المركب السياحي، والذي تأكدت إصابته بفيروس “كورونا”، وقد عهدت الإدارة الترابية إلى الدرك الملكي والقوات المساعدة وأعوان السلطة بالسهر على تنفيذ قرار الحجر، فيما يضطلع طاقم طبي وتمريضي، تابع للمديرية الإقليمية لوزارة الصحة بالحوز، بمتابعة الحالة الصحية للأشخاص الموضوعين تحت الحجر الصحي داخل مقر المؤسسة نفسها، التابعة للمجال الترابي لجماعة “اغمات”. واستنادا إلى مصدر مطلع، فإن المتابعة الصحية أكدت عدم ظهور أية أعراض للفيروس على العمال المذكورين، وهو ما قال إنه يبدد المخاوف من احتمال أن تصبح الوحدة السياحية، الواقعة على بعد 18 كيلومترا من مراكش، بؤرة مهنية مفترضة للفيروس القاتل. وحسب المصدر نفسه، فقد اعتاد الموظف المصري على زيارة المغرب في إطار ممارسة عمله كمستشار مالي بالمجموعة الاقتصادية “بيك الباتروس” القابضة للاستثمار العقاري والسياحي، التي تملك ثلاث مؤسسات سياحية بمراكش وضواحيها، مشيرا إلى أن زيارته الأخيرة للمدينة كانت بتاريخ 14 مارس المنصرم، للقيام بمهمة محددة في الزمن، غير أنه وبعد مرور أسبوعين من وصوله إليها، اشتد عليه الإرهاق والسعال وارتفعت درجة حرارته، وهو ما استدعى عرضه على طبيب الشغل المتعاقد مع المجموعة الاقتصادية، الدكتور محمد نجيب المنصوري، الذي طالب بإحالته على مستشفى “الرازي”، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” بمراكش، الذي نُقل إليه، بتاريخ 30 مارس الماضي، لتُؤخذ له هناك عينة من لعابه وتُرسل إلى معهد “باستور” بالدارالبيضاء، لتتأكد، في اليوم الموالي، إصابته بفيروس “كوفيد-19″، ويوضع تحت الحجر الصحي بالجناح المخصص للمصابين بالفيروس في المستشفى نفسه. عبد الغني العباسي، المدير الجهوي للموارد البشرية بشركة “بيك الباتروس المغرب”، أكد أن الموظف المصري المصاب بالفيروس يتماثل للشفاء نتيجة للرعاية الصحية الجيدة والتعامل المهني والإنساني الذي لقيه من لدن الأطر الطبية والتمريضية بمستشفى “الرازي”، الذي رجح بأن يغادره، خلال الأيام القليلة القادمة، بعد تعافيه تماما. وتابع العباسي أن الشركة قامت بحماية كل الأطر الإدارية والمستخدمين العاملين بالمركب بتنسيق مع السلطة المحلية، ممثلة في قائد قيادة “اغمات” والدرك الملكي، وتم وضعهم تحت الحجر الصحي داخل الفندق لمدة 14 يوما، مع تهيئ الظروف الصحية الجيدة والملائمة، من غرف منفردة تتوفر على جميع المستلزمات الصحية ووجبات غذائية، والحفاظ على أجورهم والتغطية الصحية، فضلا عن متابعة حالتهم الصحية والنفسية من طرف إدارة المؤسسة ومصلحة طب الشغل، وكذا طاقم طبي مهني تابع للمستشفى الإقليمي بتحناوت، كما قامت، في إطار التدابير الاحترازية، بتعقيم جميع مرافق الفندق وفضاءاته وغرفه ومطاعمه ثلاث مرات، مشيرا إلى أن الشركة، وبعد ظهور أول حالة بالمغرب، نظمت حملات تحسيسية وتوعوية يومية لكافة العمال تحت إشراف طاقم طبي برئاسة طبيب الشغل بالفندق. أما بإقليم قلعة السراغنة المجاور، فقد أكدت التحليلات الطبية المخبرية عدم الإصابة بفيروس “كورونا المستجد” بالنسبة ل 10 أشخاص من المخالطين لأول حالة إصابة مؤكدة بالإقليم، وتتعلق بامرأة تبلغ 58 سنة، وتنحدر من جماعة “أولاد عرّاض” بدائرة العطاوية، والتي ترقد حاليا بالجناح الخاص للمصابين بالفيروس بمستشفى الأمراض النفسية والعقلية الكائن بحي “كدية الجمّالة” بقلعة السراغنة، والتي أكد مصدر طبي بأن حالتها الصحية مستقرة. وبخلاف الإجراءات المتخذة بإقليم الرحامنة المجاور، الذي تم الاكتفاء فيه بوضع 42 مخالطا تحت الحجر الصحي المراقب بمنازلهم دون إخضاعهم للتحاليل الطبية، والذين تم تسريب وثيقة مضمّنة بمعطيات شخصية ل 38 منهم، فقد وضعت المصالح الصحية المختصة بإقليم السراغنة المخالطين العشرة تحت الحجر الصحي بمستشفى “كدية الجمّالة”، قل أن يُجرى لهم الكشف المخبري ويتأكد بأنهم غير حاملين للفيروس، وهو ما بدّد المخاوف من احتمال وجود بؤرة عائلية للفيروس بتساوت الخضراء. في غضون ذلك، لازالت جهة مراكشآسفي تحتل المرتبة الثانية في المغرب من حيث عدد الإصابات بالفيروس، فقد أعلنت وزارة الصحة، صباح أمس الجمعة، عن ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس “كورونا المستجد” بالجهة ذاتها إلى 274 حالة، وراء جهة الدار البضاء سطات ب 412 إصابة.