طالب فرع “المنارة” للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بفتح تحقيقين قضائي وإداري في شأن تسريب معطيات شخصية ل 120 مخالطا لأحد المصابين بفيروس “كورونا” بمدينة تحناوت، ضواحي مراكش، موضحة، في شكاية وجّههتها، إلى كل من الوكيل العام للملك لدى استئنافية المدينة ووالي الجهة، بأنه أحد الأشخاص كان يعاني من إرهاق شديد وسعال حاد وارتفاع كبير في درجة الحرارة، ليتم نقله، يوم الجمعة 3 أبريل الجاري، من عاصمة إقليمالحوز إلى مستشفى “الرازي” بمراكش، حيث أخذت له عينة من لعابه وتم إرسالها إلى معهد “باستور” بالدار البيضاء لإجراء كشف مخبري. ولم يرقد المريض سوى ساعات قليلة في المستشفى التابع للمركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، صباح الموالي، ليجري دفنه، مساء اليوم نفسه، بالمقبرة المخصصة للمتوفين بالوباء القاتل، قبل أن يتوصل الطاقم الطبي والتمريضي بنتائج التحليلات الطبية التي أكدت إصابة المريض المتوفى بفيرس “كوفيد-19”. وعلى إثر التحقيق الوبائي الذي فتحته المصالح الصحية المختصة في شأن حالة الإصابة المذكورة، تم وضع لائحة بأسماء حوالي 120 شخصا من المخالطين للمريض المتوفى بمحيطه العائلي وجيرانه بزنقتي “بن سعيد” و”القيروان” بمدينة تحناوت، الذين صدر قرار بوضعهم تحت الحجر الصحي المراقب بمنازلهم، وهو القرار الذي عهدت الإدارة الترابية بالإقليم إلى الدرك الملكي والقوات المساعدة وأعوان السلطة بالسهر على تنفيذه، فيما تمت إحالة زوجته على المستشفى الإقليميبالمدينة عينها، الذي وُضعت فيه تحت العزل الصحي في انتظار التوصل بنتائج التحليلات المخبرية، التي أكدت لاحقا انتقال العدوى إليها وإصابتها بالفيروس. وتابعت شكاية الجمعية الحقوقية بأن المواطنين المشمولين بقرار الحجر الصحي المراقب بتحناوت فوجئوا بتسريب لائحة مضمّنة بأسمائهم وأرقام بطاقاتهم الوطنية وعناوينهم ،يتم تداولها على نطاق واسع على تطبيق الواتساب، وهو ما تسبب في حالة من الذعر والفزع، خاصة بالنسبة لأقاربهم المتواجدين خارج المنطقة. وأشارت الشكاية إلى أنه، وبعد الاحتجاج ضد تسريب وثيقة رسمية متضمّنة لمعطيات شخصية متعلقة بمواطنين موضوعين تحت الحجر الصحي المراقب، أخبرهم باشا تحناوت بأن السلطة المحلية تمكنت من تحديد هوية المشتبه في تسريب هذه الوثيقة، وأن بإمكانهم اللجوء إلى القضاء عبر وضع شكاية أمام النيابة العامة المختصة أو الدرك الملكي. وطالبت الجمعية الحقوقية من عامل إقليمالحوز بفتح تحقيق إداري ومن الوكيل العام بمراكش بإعطاء تعليماته للضابطة القضائية المختصة بفتح بحث قضائي تمهيدي في شأن تسريب ونشر الوثيقة المذكورة، لتحديد المسؤوليات و ترتيب الجزاءات الإدارية و القانونية ضد المتورطين في تسريب معطيات شخصية تم التصريح بها للسلطات المحلية، ويُمنع نشرها للعموم. وغير بعيد عن إقليمالحوز،شهدت مدينة ابن جرير حالة مماثلة ،فقد جرى تداول وثيقة مسربة عبارة عن لائحة بأسماء 38 شخصا وأرقام بطاقات تعريفهم الوطنية وعناوينهم والعلاقة العائلية أو القرابة التي تجمعهم بامرأة خمسينية، باعتبارها أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس “كوفيد-19” في إقليم الرحامنة، والتي توفيت، صباح الاثنين الفارط، بالجناح بمستشفى “الرازي” بمراكش، الذي رقدت فيه لمدة خمسة أيام،قبل أن تلفظ أنفاسها متأثرة بإصابتها بالفيروس. وقد وضعت المصالح الصحية المختصة، ابتداءً من الخميس 2 أبريل الجاري، تحت الحجر الصحي المراقب 42 شخصا من أفراد أسرة وأقارب والمحيط العائلي للمرأة المتوفاة، والذين عهدت الإدارة الترابية إلى الشرطة، ممثلة في رجال أمن تابعين للمنطقة الإقليمية للأمن بابن جرير، والقوات المساعدة وأعوان سلطة بالسهر على تنفيذ القرار المذكور، والذين يفرضون مراقبة أمنية لمدة 24 ساعة متواصلة على خمسة منازل بحي “الأمل” بابن جرير، بينهم منزل أسرة الضحية، بالإضافة إلى منزل بدوار “جلود تمنيرت”،يعود لأصهار أحد أبنائها.