حالة استنفار قصوى عاشها المستشفى الإقليمي بابن جرير، صباح أمس الخميس، بعدما نُقلت إليه طبيبة وهي في حالة غيبوبة، على خلفية إقدامها على محاولة انتحار احتجاجا على رفض الترخيص لها بالاستفادة من عطلة، للانتقال إلى مقر إقامتها بالدارالبيضاء للاطمئنان على أسرتها. واستنادا إلى مصادر مطلعة، فقد سبق للطبيبة العامة في قسم المستعجلات في المستشفى نفسه أن تقدمت بطلب إلى المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالرحامنة، الذي يشغل، أيضا، منصب مدير المستشفى عينه، خصوصا أنها، في الأسبوع الثالث والعشرين من الحمل، وقضت ثلاثة أسابيع مستمرة من العمل دون أن تنتقل إلى مقر سكن أسرتها الصغيرة، إذ كانت تقيم، طوال المدة المذكورة، بإحدى الغرف المخصصة للأطباء بالحي الفوسفاطي بابن جرير (حي “الأمير مولاي رشيد”)، وظلت تنتظر ردا من طرف رئيسها في العمل. وتابعت المصادر نفسها أن الطبيبة ظلت تتصل هاتفيا، صباح أمس، بالمندوب الإقليمي الذي لم يرد عليها بسبب حضوره لاجتماع بمقر القاعدة العسكرية بابن جرير، قبل أن يتصل بها أحد الأطباء بالمستشفى، ويخبرها أن المندوب كلفه بأن يبلغها بعدم الموافقة على طلبها، وهو ما أدخلها في نوبة غضب هستيرية، لتسقط في حالة غيبوبة، ويتم نقلها من طرف إحدى صديقاتها إلى المستشفى. وحسب مصادرنا، فقد تردد بالمستشفى خبر مفاده أن الطبيبة المذكورة، التي تتابع علاجا نفسيا، حاولت الانتحار من خلال تناول كمية كبيرة من دواء يوصف عادة للتوتر، قبل أن يجري المندوب الإقليمي اتصالات بالمديرية الجهوية لوزارة الصحة، وبعامل الإقليم، وتتم الموافقة على طلبها، لتنتقل إلى مقر سكن أسرتها، مساء أمس. وفيما لم يرد المندوب الإقليمي على اتصالات “اليوم 24” لإبداء وجهة نظره في الموضوع، لمحت مصادرنا إلى أن الطبيبة لم تكن جادة في محاولة الانتحار، وأنها كانت تهدف إلى الضغط على المندوب من أجل الموافقة على طلبها، في الوقت، الذي قال المصدر ذاته إن المسؤول الإداري الأول عن قطاع الصحة بالإقليم، علل رفضه بصدور قرار لعامل الرحامنة، يمنع تنقلات الأطر الصحية خارج الإقليم، فضلا عن أنه شخصيا أصدر مذكرة مصلحة يدعو فيها كافة موظفات وموظفي المندوبية إلى عدم التنقل خارج المجال الترابي للإقليم، حاثا إياهم على التطبيق السليم للقرار العاملي المذكور، خاصة في ظل تسجيل أعداد إصابة كبيرة بفيروس “كورونا” بالقاعدة العسكرية لابن جرير، وتسجيل 7 حالات أخرى بالإقليم، كما أن الطبيبة لاتزال في المراحل الأولى من الحمل، ولا يمكنها الاستفادة من عطلة الولادة، التي تبدأ قانونيا في الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل. وفي المقابل، أكد مصدر مقرب من الطبيبة أن محاولة الانتحار، التي أقدمت عليها لم تكن من أجل الضغط، بل لجأت إليها بسبب الضغط القوي في العمل، واحتجاجا ضد سياسة الكيل بمكاييل مختلفة، التي يتعامل بها المندوب مع العاملين بالقطاع الصحي، موضحا أنه في الوقت، الذي رفض فيه طلبها بذرائع متباينة، سبق له أن وافق، وفي عز أزمة “كورونا”، على طلب طبيبة مختصة في أمراض النساء والولادة، التي تستفيد، حاليا، من عطلة مدتها شهر، بعد أن أدلت له بشهادة طبية.