بعد أن فقد المغرب ثلاثة أطباء بإضافة الدكتور عمرام الرويمي من مدينة الدارالبيضاء إلى ضحايا فيروس “كوفيد 19″، بعد كل من الدكتورة مريم أصياد والدكتور نور الدين بنيحيى بمكناس؛ كشفت الفحوصات والتحليلات الطبية عن تجاوز أطباء آخرين مصيدة الفيروس، وتماثلهم للشفاء في عدد من المدن، كالدارالبيضاءوفاسومراكش. أكثر من 30 طبيبة وطبيبا بالمغرب وجدوا أنفسهم وجها لوجه مع فيروس كورونا، بعد أن أعلنت نتائج المختبرات إصابتهم بالعدوى، ليتحولوا من جنود لمحاربة الفيروس إلى فيلق محاصر، يطلب النجاة من الحصار الذي أطبق عليهم، وبالفعل تمكن من اصطياد 3 شهداء، بينما تمكن آخرون ببسالة من مقاومته، بل والانتصار عليه في معركة شرسة لازالت متواصلة في زمن كورونا. وحسب الدكتور محمد بوبكري، رئيس المجلس الوطني لهيئة الأطباء، فإن أزيد من عشر حالات في صفوف الأطباء تماثلت للشفاء، ضمنها 5 حالات بمدينة مراكش، وأخرى بالدارالبيضاء، وطبيبان بمدينة فاس، إضافة إلى حالات متفرقة بمناطق أخرى، معربا عن ارتياحه لحالات الشفاء المتزايدة في صفوف الأطباء، باعتبارهم الصفوف الأمامية لمواجهة فيروس كورونا في الحرب العالمية على الجائحة. وأضاف الدكتور بوبكري أن الأسرة الطبية المغربية فقدت ثلاثة شهداء، وأن عددا كبيرا تجاوز محنة الإصابة بالفيروس، مشيرا إلى أن عددا آخر لا زال في مرحلة المقاومة، بعد أن انتقلت إليهم العدوى في إطار المواجهة مع “كوفيد 19″، مشيرا إلى أن هناك حالات تتلقى العلاجات الضرورية، ووضعها مستقر ولا يدعو للقلق، مبرزا تفاؤله للخروج سريعا في المعركة ضد هذا الفيروس الذي تجندت له كل الأطقم الطبية واصطفت في الخطوط الأولى للمواجهة. وأمام تزايد حالات الإصابة بالفيروس، وظهور بؤر وبائية مقلقة ساهمت بشكل كبير في انتشار العدوى، ارتفعت أصوات من أطباء القطاع الحر مطالبة بتمكينها من المساعدة في الكشف الأولي عن المرضى المشكوك في إصابتهم بالفيروس، ووصف أدوية لهم وتوجيههم إلى المستشفيات المتخصصة في مواجهة الفيروس، حيث تجرى لهم التحليلات المخبرية للتأكد من إصابتهم بالعدوى من عدمها. وفي هذا الصدد، أوضح بدر الدين داسولي، رئيس نقابة أطباء القطاع الخاص أن العيادات الخاصة على استعداد لتقديم المساعدة في إطار المواجهة مع فيروس كورونا المستجد، عن طريق إجراء الفحوصات للمرضى وتوجيههم إلى المستشفيات في حالة الارتياب في إصابتهم بالفيروس، وهو ما ستحددهم التحاليل المخبرية. وأضاف الدكتور داسولي في اتصال مع “أخبار اليوم”، أن المواطنين لا يلجؤون إلى المستشفيات إلا في حالات متقدمة من إصابتهم بالفيروس، وهو ما جعل عدد الوفيات بالمغرب مرتفعا، ولذلك فإن القطاع الخاص مستعد لإجراء فحوصات على المواطنين المشكوك في إصابتهم بكورونا، ووصف أدوية لهم، قبل إحالتهم على المستشفيات في حالة ارتفاع نسبة الشك في إصابتهم، وهو ما سيزيد من مناعة المرضى المفترضين ويقلل من نسبة الوفيات بينهم. وأشار رئيس نقابة أطباء القطاع الخاص إلى أن العيادات الطبية تنتظر الضوء الأخضر للانطلاق في مرحلة العلاج الأولي، بوصف أدوية عبارة عن مضادات حيوية، والتي يكون المريض بحاجة إليها، سواء كان مصابا بكورونا أم لا، ثم توجيهه إلى المستشفيات، عوض الاكتفاء بالتبليغ عن المرضى المشكوك في إصابتهم، وهو ما قد يساهم في الحد نسبيا من تدهور الوضع الصحي لعدد من المرضى، إذ تشير الإحصائيات الصادرة عن خلية اليقظة الوبائية إلى أن 64 مريضا يرقد في الإنعاش في حالة حرجة.