منذ أسبوعين، توقف مستشفى القرطبي المتخصص في أمراض الرأس بمدينة طنجة، عن استقبال الحالات التي تحتاج إلى إجراء عمليات جراحية في إطار مراحل العلاج والاستشفاء، حيث يكتفي الأطباء بعد إخضاع المرضى للتشخيص والفحص السريري بتحرير وصفة لشراء الأدوية، والاعتذار عن إخضاعهم للعمليات الجراحية حتى لو كان الأمر يتعلق بحالات مستعجلة. وعلمت «أخبار اليوم» من مصادر حسنة الاطلاع، أن قسم الجراحة في مستشفى القرطبي متوقف بسبب عطل في نظام الأوكسجين، مشيرة إلى أنه يحتاج إلى تجديد وتأهيل قبل إعادة تشغيله، بحيث قدرت مصالح المستشفى تكلفته المالية في مبلغ 70 ألف درهم، أي سبعة ملايين سنتيم، لكن المصلحة المختصة بالأمر لتنفيذ الصفقات، ترى أن الوقت لم يحن بعد لبرمجة المشروع ضمن الصفقات الآنية. وكشفت المصادر نفسها، أن هذا الوضع أدى إلى توقف إجراء عمليات للمرضى المصابين بأورام في الأنف والحنجرة والسمع والحلق والفك، وأيضا ضحايا حوادث الحروق الذين يحتاجون إلى الجراحة التجميلية، وهو ما يجعل المرضى ضحايا سماسرة المصحات الخاصة الذين يطوفون بهم كالطرائد الوديعة. ووقفت «أخبار اليوم» على حالة طفلة مصابة في عينها بمرض معد، ومهددة بفقدان حاسة البصر، وتنتمي إلى أسرة معوزة تتكون من ثمانية أفراد، ووالداها عاجزان عن نقلها إلى مصحة خاصة، في حين يتعذر مستشفى القرطبي عن استقبالها بدعوى تعطل قسم العمليات الجراحية بهذه المؤسسة الاستشفائية العمومية. وقالت المصادر نفسها إن أطباء العيون والأساتذة الجامعيين الذين تم استقدامهم للاشتغال بمستشفى القرطبي، يتدخلون هذه الأيام لإنجاز العمليات البسيطة مثل عملية شفط «جلالة» التي لا تستعمل في أغلبها حقن التخدير وتقنيات الأوكسيجين. في غضون ذلك، استنكر مصدر نقابي مظاهر الاستهتار بالسلامة الصحية للمرضى من طرف المسؤولين بالمندوبية الإقليمية والمديرية الجهوية، في الوقت الذي لا يفتأ الخطاب الرسمي للدولة يؤكد التزام المملكة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والذي يصنف الصحة الجيدة وخفض حالات الإصابة بالأمراض المرتبطة بوفيات الأطفال والأمهات، ضمن الخانة الثالثة من أهداف منظمة الأممالمتحدة. وأضاف المصدر نفسه، أن هذا الوضع نتج عنه تمديد مواعيد المرضى المحتاجين للعمليات الجراحية، تصل لدى البعض إلى سنة وبضعة أشهر، وهو ما يجعل السلامة الصحية للمواطنين في خطر، داعيا وزير الصحة الحسين آيت الطالب، إلى اتخاذ التدابير اللازمة لإعادة الروح لهذا المؤسسة الاستشفائية العريقة، وتأمين حاجياتها من الأدوية والتجهيزات الأساسية، حتى يتسنى للأطر الطبية تقديم الخدمات الصحية بالجودة المطلوبة.