عاش مستشفى محمد الخامس يوم الخميس الماضي وضعا مأساويا عندما عمدت الشركة التي تمد المستشفى بالأوكسجين، بموجب عقد يمتد لسنة، إلى قطع إمداداتها عن المستشفى، دون أن تستثني أي مركب أو قسم يكون المرضى فيه بين الحياة والموت. وقد أصيب مرضى المستشفى بحالة من الرعب والخوف جراء ذلك، وهو ما جعل الأطقم الطبية والممرضين في حيرة، خصوصا أولئك الذين كانوا داخل المركبات الجراحية وقسم الإنعاش، حيث يحتاج المريض إلى الأوكسجين الذي يُبقيه على قيد الحياة. وكاد هذا الوضع يتسبب في كارثة إنسانية لولا وجود أنابيب احتياطية وخبرة بعض أطباء الجراحة الذين استطاعوا إنقاذ الموقف في تلك اللحظة المناسبة. ويقول طبيب جراح إنه كان بصدد إجراء عملية جراحية لمريضة وفوجئ بانقطاع الأوكسجين في الوقت الذي باشر العملية، وهو ما جعله في وضع حرج. ويضيف الطبيب ل«المساء» أن قلب المريضة توقف فجأة بسبب انقطاع الأوكسجين، وحاول إنعاشها بيديه، في انتظار عودة الأوكسجين، قبل أن تأتي الممرضات بالقنينات الاحتياطية. وتقول مصادر طبية من داخل المستشفى إن هناك مرضى آخرين تسبب لهم انقطاع الأوكسجين في مضاعفات خطيرة. في نفس السياق، قالت مصادر مطلعة إن قطع الشركة الأوكسجين عن المستشفى جاء بعد تماطل الإدارة في أداء التزاماتها المالية التي بذمتها لصالح الشركة، ومع اقتراب موعد رحيلها قامت بقطع الأوكسجين، دون أن تخبر إدارة المستشفى بهذا الإجراء. وأفادت مصادر طبية أن إدارة المستشفى تعاقدت مع شركة أخرى للأوكسجين في الوقت الذي مازال عقدها مع الشركة الأولى ساري المفعول، ولم تستبعد نفس المصادر أن يكون هذا هو السبب الذي دفع الشركة إلى قطع الأوكسجين عن المستشفى. بالمقابل، حمَّلت نفس المصادر مسؤولية ما حدث لإدراة المستشفى التي قالت عنها إنها لم تَفِ بالتزاماتها تجاه هذه الشركة، إذ كان عليها أن تستعد لأي طارئ يمكن أن يجعل حياة المرضى في خطر. في نفس السياق، ما يزال مرضى مستشفى محمد الخامس يعانون من العطب «المستمر» لجهاز «السكانير» منذ ثلاثة أشهر، واستغربت مصادر طبية كيف أن إدارة المستشفى لم تستطع خلال هذه المدة إصلاح هذا العطب الذي يكلف المواطنين مبالغ مالية كبيرة من أجل إجراء فحوصاتهم بواسطة هذا الجهاز في مصحات الخواص. وتشهد البنية التحتية للمستشفى وضعا غريبا، إذ «تجتاح» بِرَك مائية عددا من القاعات، حيث يرقد المرضى، أما حالة الجدران فمتسخة وقد تتسبب في كارثة أخرى، بسبب تبللها بالقطرات المائية التي تسقط فوق رؤوس المرضى... وفي الوقت الذي كان الجميع يعتقد أن المدير الجديد للمستشفى، الذي عُيِّن بعد إقالة المدير السابق، بسبب الوضعية المتردية للمستشفى، سيعمل على إصلاح أحوال هذا المركز الاستشفائي، مازالت الأوضاع على حالها.