انطلقت أولى جلسات محاكمة ضابط الشرطة الذي أعدم شابا وفتاة رميا بالرصاص في الشارع العام بقلب مدينة الدارالبيضاء، في الحادث الذي كشف تفاصيله الحقيقية شريط فيديو جرى تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي، مما عجل بفراره قبل أن تتمكن السلطات الأمنية من اعتقاله بمنتجع الرأس الأخضر شمال المغرب. وقرر القاضي حسن عجمي رئيس الجلسة بغرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، في المحاكمة التي شهدتها القاعة رقم 7، الأربعاء الأخير، تحديد موعد لاحق للملف قصد إحضار المتهم وحضور الطرف المدني، حيث مرت الجلسة مسرعة وفي وقت مبكر حال دون تمكن قوات الخفر من إحضار الضابط الممتاز إلى معقل المحكمة قبل انطلاق أولى جلسات محاكمته. وأفادت مصادر “أخبار اليوم” أنه رغم إحضار الضابط الممتاز من المركب السجني عكاشة إلى قبو المحكمة، فقد وقع تفاوت زمني بين مثوله أمام القاضي وانطلاق ملفه، مما جعل المحكمة تعتبر أن المتهم لم يحضر، وأمرت بإحضاره في الجلسة المقبلة، مع الإشارة إلى منح فسحة زمنية لحضور المطالبين بالحق المدني من عائلات الشاب والفتاة اللذين قضيا رميا برصاص الضابط الممتاز الذي كان يشتغل بالمنطقة الأمنية أنفا. وجاءت أولى الجلسات في الملف بعد أن أنهى عبد الواحد مجيد قاضي التحقيق بالغرفة الأولى لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، البحث التفصيلي في الملف الذي عمد فيه الضابط الممتاز إلى إعدام شاب وفتاة في شارع للا الياقوت بالدارالبيضاء، بعد خمسة أشهر من إحالته عليه من طرف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف. وكان قاضي التحقيق أصدر ختم انتهاء التحقيق في الملف، وعرضه على النيابة العامة، قصد إبداء ملاحظاتها على التحقيقات، بخصوص إضافة تهم أو شهود أو إجراء، قبل إصدار القرار النهائي بالإحالة، والذي على ضوئه يتم تحديد مكان وموعد جلسة علنية لانطلاق المحاكمة بغرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء. واستمع قاضي التحقيق في السابق إلى مجموعة من المواطنين كانوا ليلة الحادث بعين المكان، وعاينوا تفاصيل النازلة، حيث أفادت المصادر أن أغلبهم ممن تم القبض عليهم ومحاكمتهم على خلفية التواطؤ مع الشرطي والإدلاء بتصريحات كاذبة للتمويه على جريمة ارتكبها الشرطي، قبل انكشاف الحقيقة، مشيرة إلى إجراء مواجهات بين الشرطي المعتقل، وبين عدد من مصرحي المحضر، علما أن بعضهم صرح أثناء مرحلة المحاكمة التي جرت بالغرفة الجنحية بابتدائية البيضاء، بتعرضه لضغوطات قصد تغيير أقواله لصالح الشرطي، الذي كان يعمل بمنطقة أمن أنفا بالدارالبيضاء، متشبثين بكونهم زج بهم خطأ في ملف كبير بذلت مجهودات جبارة لطيه في البداية، غير أن ظهور الفيديو أعاد الحسابات في النازلة إلى الصفر، وفرض التعامل وفق معطيات جديدة، وهو ما أسفر عن حملة اعتقالات طالت الشهود والمصرحين، والقبض على الشرطي في “كابو نيكرو” شمال المغرب، بعد أن كان في حالة فرار. وكان شريط فيديو قد فجر مفاجأة كبيرة بكشف حقيقة الشرطي الذي قتل شابا وفتاة، وادعى أنه كان يدافع عن نفسه، وهو ما سايرته الإدارة العامة للأمن الوطني التي أصدرت بلاغا في الموضوع، قبل أن يكشف شريط فيديو تم نشره في مواقع التواصل الاجتماعي، أنه أعدم فتاة بعد طرحها أرضا بطريقة وحشية. ليلوذ بالفرار قبل أن يتم القبض عليه بمنطقة “كابو نيكرو” شمال المغرب. ومباشرة بعد الواقعة استمعت المديرية العامة للأمن الوطني، كالعادة للشرطي في محضر عاد، وأصدرت بلاغا في هذا الشأن توضح فيه أن تدخل مفتش شرطة ممتاز يعمل بفرقة الأبحاث التابعة لمنطقة أمن أنفا، جاء من أجل توقيف أربعة أشخاص في حالة سكر، وهم فتاتان وشابان، يشتبه في تورطهم في أنشطة إجرامية وحيازة أحدهم لسلاح أبيض، وذلك قبل أن تتم مواجهته بمقاومة عنيفة من قبلهم، اضطر على إثرها إلى استعمال سلاحه الوظيفي وأطلق رصاصتين أصابتا شابا وفتاة من بين المشتبه فيهم بشكل قاتل، لكن ظهور شريط الفيديو، أظهر تفاصيل مغايرة، وعمت حالة استنفار في المديرية العامة للأمن الوطني، خاصة وأنه يوثق للحظة تصفية الفتاة، والتي يبدو أنها كانت تحتج على مقتل الشاب، كما دشنت حملة اعتقالات في صفوف بعض الشهود الذين أدلوا بشهادتهم في الواقعة، وكذا في حق بعض الوجوه التي ظهرت في شريط الفيديو، وذلك وفق تعليمات النيابة العامة، إضافة إلى إصدار المدير العام للأمن الوطني قرارا بتوقيف مفتش الشرطة الممتاز عن العمل، بناء على نتائج الأبحاث التي أعقبت استعماله لسلاحه الوظيفي بشكل أسفر في حينه عن وفاة شخصين..