استدعى عبد الواحد مجيد، قاضي التحقيق بالغرفة الأولى لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، مجموعة من مصرحي المحضر، في نازلة الشرطي الذي عمد إلى إعدام شاب وفتاة في شارع للا الياقوت بالدار البيضاء، وادعى أنه كان يدافع عن نفسه، قبل أن يكشف شريط فيديو تم نشره في مواقع التواصل الاجتماعي حقيقة الأمر، ويوضح أنه أعدم فتاة بعد طرحها أرضا. وحسب مصادر مقربة من التحقيقات، فإن قاضي التحقيق حدد جلسة جديدة في الأسبوع الأول من دجنبر الجاري، للاستماع إلى مجموعة من المواطنين كانوا ليلة الحادث بعين المكان، وعاينوا تفاصيل النازلة، وأغلبهم ممن تم القبض عليهم ومحاكمتهم على خلفية التواطؤ والإدلاء بتصريحات كاذبة للتمويه على جريمة ارتكبها الشرطي، قبل انكشاف الحقيقة. وأوضحت المصادر ذاتها ل”أخبار اليوم”، أن الجلسة المقبلة من المنتظر أن تشهد مواجهات بين الشرطي المعتقل وبين عدد من مصرحي المحضر، خاصة وأن بعضهم أشار، أثناء مرحلة المحاكمة التي جرت بالغرفة الجنحية بابتدائية البيضاء، إلى تعرضهم لضغوطات الهدف منها تغيير أقوالهم لصالح الشرطي، الذي كان يعمل بمنطقة أمن أنفا بالدار البيضاء، وأن الحقيقة ظهرت بعد ذلك في شريط الفيديو، مؤكدين أنهم تم الزج بهم خطأ في ملف كبير بذلت مجهودات جبارة لطيه في البداية، غير أن ظهور الفيديو أعاد الحسابات في النازلة إلى الصفر، وفرض التعامل وفق معطيات جديدة، وهو ما أسفر عن حملة اعتقالات طالت الشهود والمصرحين، والقبض على الشرطي في منطقة الرأس الأسود قرب تطوان. وأشارت المصادر عينها إلى أن الشرطي أصر طيلة الجلسات الأولى من التحقيق التفصيلي، على روايته التي اعتمدتها مديرية الأمن في بلاغها إثر الحادث، في يوليوز الماضي، مؤكدا أنه اضطر لاستعمال السلاح الوظيفي في حق الشاب والفتاة دفاعا عن نفسه، غير أن التفاصيل التي يظهرها شريط الفيديو الذي يوثق الحادث، تبدو مختلفة تماما عما أدلى به في محاضر الضابطة القضائية، وأيضا لدى قاضي التحقيق، ومن المنتظر أن يقف قاضي التحقيق على معطيات جديدة بعد المواجهة المرتقبة في الجلسة المقبلة، بعد أن استعان بالتقنيات الحديثة بخصوص كاميرات المحلات المثبتة والتي كانت في مجال الحادث. وكانت السلطات الأمنية قد ألقت القبض على مفتش الشرطة في يوليوز المنصرم، بعد أن اختفى عن الأنظار، إثر ظهور شريط فيديو تصل مدته إلى 47 ثانية، يظهر الشرطي وقد ألقى بالفتاة، التي كانت تحتج على مقتل شاب كان رفقتها، أرضا بشارع للا الياقوت بالدار البيضاء، بمساعدة شخص آخر، حيث تلقت لكمات وهي ملقاة فوق جثة القتيل، قبل أن يستل الشرطي مسدسه ويطلق عليها رصاصة على مستوى العنق أردتها قتيلة في الحال، في مشهد مروع وصفه الكثيرون بأنه إعدام خارج القانون. وقد أبان الفيديو الذي صوره بعض المواطنين من مكان عال، أن الشرطي استعمل سلاحه الوظيفي دون ضغط، بعد أن استله من جرابه، عكس المعطيات التي تم تسريبها بعد الحادث، عن أن “عصابة” حاولت تجريده من مسدسه مما اضطره إلى إطلاق الرصاص. وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد استمعت للشرطي بخصوص الواقعة، في محضر عادي، وأصدرت بلاغا في هذا الشأن توضح فيه أن تدخل مفتش شرطة ممتاز يعمل بفرقة الأبحاث التابعة لمنطقة أمن أنفا، جاء من أجل توقيف أربعة أشخاص في حالة سكر، وهم فتاتان وشابان، يشتبه في تورطهم في أنشطة إجرامية وحيازة أحدهم لسلاح أبيض، وذلك قبل أن تتم مواجهته بمقاومة عنيفة من قبلهم، اضطر على إثرها إلى استعمال سلاحه الوظيفي وأطلق رصاصتين أصابتا شابا وفتاة من بين المشتبه فيهم بشكل قاتل. ولكن بعد ظهور شريط الفيديو، عمت حالة استنفار المديرية العامة للأمن الوطني، خاصة وأنه يوثق للحظة تصفية الفتاة، والتي يبدو أنها كانت تحتج على مقتل الشاب، كما دشنت حملة اعتقالات في صفوف بعض الشهود الذين أدلوا بشهادتهم في الواقعة، وكذا في حق بعض الوجوه التي ظهرت في شريط الفيديو، وذلك وفق تعليمات النيابة العامة، إضافة إلى إصدار المدير العام للأمن الوطني قرارا بتوقيف مفتش الشرطة الممتاز عن العمل، بناء على نتائج الأبحاث التي أعقبت استعماله لسلاحه الوظيفي بشكل أسفر في حينه عن وفاة شخصين..