تتواصل التحقيقات بشأن قضية مقتل شاب وشابة، فجر يوم الأحد، برصاص مفتش شرطة ممتاز، يعمل بفرقة الأبحاث التابعة لمنطقة أمن أنفا الدارالبيضاء، بعد ظهور فيديو يوضح بجلاء، جزءا من تفاصيل الواقعة، خاصة الشق المتعلق بالكيفية التي قتل بها رجل الأمن الشابة، دقائق قليلة بعد قتله رفيقها، قبل أن يفر ويتم اعتقاله بمنطقة “كابونيكرو” بتطوان. الفيديو، ومدته أقل من دقيقة، تسرب ليلة أول أمس الاثنين، وخلق صدمة كبرى لدى الرأي العام الوطني، خاصة وأنه يظهر الشابة تقتل بطريقة مرعبة، وبدم بارد، وهي ملقاة على الأرض، وبدون أي مقاومة، عكس الروايات التي تم ترويجها بعيد الحادث. القصة التي روجها موقع متخصص في التفاهة والفضائح، أوهم بداية الرأي العام أن الضحيتين هاجما مفتش الشرطة، وحملا سلاحا أبيض، رغم أنها قصة لم تكن مقنعة منذ البداية، وهو ما تأكد بعد ظهور الفيديو الذي يوثق للواقعة بشكل واضح. الفيديو أكد أن مفتش الشرطة ارتكب تجاوزات خطيرة ونفذ "إعداما" خارج دائرة القانون، بسلاحه الوظيفي، في حق شخصين، الشي الذي دفع المديرية العامة للأمن الوطني إلى تدارك بلاغها الأول ببلاغ ثاني، حصلت شمال بوست على نسخة منه، أكدت فيه إصدار قرار يقضي بتوقيف المفتش الممتاز عن العمل في انتظار نتائج التحقيق في مقتل الشاب والسيدة، إضافة إلى توسيع التحقيق ليشمل كل العناصر الأخرى التي كانت حاضرة خلال الواقعة، ضمنها الشخص الذي دفع الشابة بشكل عنيف وألقاها أرضا، قبل أن يطلق رجل الأمن الرصاص، ويرجح أن يكون "فيدور" ملهى ليلي. شهود عيان، تابعوا الواقعة، أكدوا في تصريحات لموقع “اليوم 24” أن ما حدث "أشبه بفيلم"، مؤكدين أنه "بعد تداول رواية مهاجمة الشابة ورفيقها للأمن بالسلاح الأبيض، بقوا مشدوهين، حيث أنهم لم يعاينوا ذلك بالمرة، وأنهم أحسوا بالخوف والتزموا الصمت". وقالت إحداهن: "راقبت من النافذة كيف أطلق النار على الشاب الذي سقط جثة هامدة، ولا أعرف لماذا، وبعده تم قتل الشابة أيضا في مشهد مرعب". يذكر أن مقطع فيديو، ظهر ليلة أمس الاثنين، تفاصيل دقيقة عن مجريات حادث إطلاق مفتش شرطة النار على شاب وشابة، أسقطهما جثتين هامدتين، فجر يوم الأحد الماضي، بشارع لالة الياقوت، في الدارالبيضاء، وهي التفاصيل التي قلبت رأسا على عقب الروايات المتداولة. الفيديو المروع، والذي تداوله نشطاء الفايسبوك بكثافة بعد ظهوره، يُوثق لحظة إطلاق الشرطي النار على الشابة، التي كانت تصرخ من هول الصدمة، بعد إطلاق النار على مرافقها وسقوطه غارقا في الدماء، حيث قام شخص بدفعها بقوة، وسقطت أرضا، ومباشرة بعد ذلك انحنى الشرطي وصوب سلاحه نحو رأسها وأطلق رصاصة قاتلة. الفيديو جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ينتقدون تصرف الشرطي، حيث أن استعمال السلاح الوظيفي يكون في حالة المقاومة مع توجيه الرصاص على الجزء السفلي من الجسد، كما هو معمول بها في قواعد التدخل بالسلاح، في حالة مواجهة الخطر، وليس العكس. يوم بعد الحادث (مساء أمس الثلاثاء)، وساعات بعد انتشار الفيديو الذي يوثق لعملية الاعدام الصادمة لشاب وشابة بدم بارد وسط الشارع العام، ستتمكن مصالح ولاية أمن تطوان، بتنسيق مع نظيرتها بالدارالبيضاء، من توقيف مفتش الشرطة الممتاز، بمنطقة "كابونيكيرو" بتطوان، وذلك بناء على نتائج الأبحاث الميدانية المكثفة التي أعقبت تسجيل تورطه في ارتكاب تجاوزات مهنية وقانونية خطيرة خلال استعماله لسلاحه الوظيفي. المشتبه فيه وضع تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، لينضاف بذلك إلى ستة مشتبه فيهم آخرين تم الاحتفاظ بهم رهن نفس التدبير، وذلك للاشتباه في مشاركتهم بشكل مباشر في هذه الواقعة، أو لتورطهم في تضليل العدالة وإهانة الضابطة القضائية من خلال الإدلاء بمعطيات كاذبة حول ملابساته.