في سياق الجدل الذي أثارته تصريحات عبد اللطيف وهبي، المرشح لقيادة البام، الذي اعتبر المؤسسة الملكية بمثابة “إسلام سياسي”، ومهاجمته من طرف حكيم بنشماس الأمين العام للحزب، اعتبر سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أن وهبي “مناضل مرشح لقيادة الحزب”، وأنه “عبر عن رأيه”، مشددا على أن “كل مؤسسة شعرت أنه تم المساس بها يمكنها الرد على وهبي ولا أحد يمكنه الرد مكان هذه المؤسسة”، في إشارة لرفض رد بنشماس مكان المؤسسة الملكية. ونفى كودار، أمس الخميس في ندوة صحافية، إمكانية عرض وهبي على لجنة الأخلاقيات، قائلا “وهبي عبر عن رأيه ولسنا مؤسسة عسكرية”. ويأتي ذلك في وقت بدأ العد العكسي لانطلاق المؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة المقرر ما بين 7 و9 فبراير بمدينة الجديدة. وأعلن كودار أن 5 مرشحين تقدموا لحد الآن للتنافس على منصب الأمين العام هم: محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام الأسبق، وعبد اللطيف وهبي، البرلماني وعضو المكتب السياسي، وعبد السلام بوطيب، الناشط في المجتمع المدني، والمكي زيزي، رجل الأعمال، وسمير بلفقيه، البرلماني السابق، ولكن باب الترشيح لازال مفتوحا إلى حين انعقاد المؤتمر. وتم حصر لائحة المؤتمرين في 3538 مؤتمرا، تم فرزهم على أساس مؤتمر واحد لكل 50 منخرطا. وسيتم انتخاب الأمين العام الجديد للحزب من طرف المجلس الوطني الذي لا يتعدى عدد أعضائه 511 عضوا، ستتم المصادقة عليهم في المؤتمر. ويرجح أن يتم انتخاب خليفة بنشماس في جلسة خاصة للمجلس ستعقد يوم الأحد 9 فبراير. وبخصوص تمويل المؤتمر، نفى سمير كودار، ما يروج عن تمويله ب 4 ملايير التي لازالت محل جدل داخل الحزب، والتي جمعتها لجنة انتخابية كان يرأسها إلياس العمري، الأمين العام الأسبق خلال انتخابات 2016، وقال كودار، إنه “لا دليل على قضية اختفاء الملايير الأربعة”، رغم أن هذا الموضوع أثير من طرف قيادات في الحزب. وأشار إلى أن كلفة تنظيم المؤتمر حددت في مليار و200 مليون سنتيم، سيتم تغطية نصفها من تمويل وزارة الداخلية الخاص بالأحزاب، أي 600 مليون، فيما سيتم تعبئة 600 مليون أخرى من خلال مساهمات الجهات ال12 للحزب، على أساس 50 مليون سنتيم لكل جهة. ورغم طمأنة سمير كودار بأن المؤتمر سينجح ويمر في أجواء إيجابية، إلا أن الحزب يعيش على إيقاع توتر كبير، خاصة من جهة الأطراف التي تشعر بأنه سيتم إقصاؤها. وبلغت الطعون في عملية انتداب المؤتمرين 38 طعنا، وقال رئيس اللجنة التحضيرية إن نصفها بسب الاحتجاج على عدم الاستدعاء للجموع العامة، واعتبر كودار أن هذه الطعون غير مقبولة، لأنه تم الإخبار بالجموع العامة من طرف الأمين العام. ولتأمين المؤتمر، أكد كودار أنه سيتم تكليف شركة لحماية المؤتمر، وتأمينه، وتنظيم الولوج لمكان المؤتمر في قاعة المعارض بمدينة الجديدة، وقال “سيكون هناك مناضلون من كل الجهات يشرفون على تنظيم الدخول للمؤتمر”، وتوقع أن يمر المؤتمر في أجواء إيجابية، قائلا “نتمنى أن يكون النقاش في المؤتمر بروح رياضية بدون سب”. وتعتبر هذه أول مرة سيتجه فيها البام للمؤتمر بمرشحين متعددين لمنصب الأمين العام، بعدما جرت العادة على الإجماع على مرشح واحد يتم انتخابه بالتصفيق، ما يعني أن المؤتمر يبقى مفتوحا على كل المفاجآت.