بعد طول انتظار، عادت الأمطار ومعها البياض ليكسو مناطق جبال الأطلس، والتي عرفت منذ يوم أول أمس الأحد تهاطل كمية مهمة من الثلوج، والتي واصلت سقوطها يوم أمس الاثنين وبدرجات متفاوتة، خصوصا بالمناطق الموجودة بقمم مرتفعات الأطلسين الكبير والمتوسط، والتي يتعدى علوها 1200 متر، حيث وردت هذه المناطق في موضوع نشرة جوية إنذارية لمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، حذرت من موجة الثلوج والزخات المطرية، يصاحبها انخفاض شديد في درجات الحرارة بمرتفعات الأطلسين الكبيرة والمتوسط، ووسط البلاد، والمنطقة الشرقية، والريف، والسايس، والواجهة المتوسطية، وهضاب الفوسفاط ووالماس. وقال الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، في اتصال هاتفي أجرته معه “أخبار اليوم” إن “الحالة الجوية بالمغرب تميزت بتغير مفاجئ منذ أول أمس الأحد، وذلك بعد انزياح المرتفع الجوي الأصوري أو مرتفع “برمودا”، والذي غادر الأجواء المغربية متجها نحو الشمال، بعدما استقر، يضيف يوعابد، منذ أزيد من أربعة أسابيع، متسببا في شح ونضوب في التساقطات المطرية وانحباس كلي للأمطار. وزاد رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، أن انزياح المرتفع الجوي الأصوري، خلف وراءه منخفضا جويا، أعطى تساقطات مطرية خلال ال24 ساعة الماضية، تراوحت ما بين 29 ملم بإفران وتاوريرت ومكناس، و16 ملم بفاس والدار البيضاء والرباط، وأقل من 7 مليمترات بطنجة ومراكش وبني ملال والحسيمة والناظور. وعن التساقطات الثلجية، سجلت، بحسب الحسين يوعابد، بمدينة إفران 7 سنتيمترات، و13 سنتيمترا بجبل “مشليفن”، و16 ملم بمحطة جبل “هبري”، البعيد عن غفران ب27 كيلومترا، فيما عرف إقليمأزيلال، سقوط الثلوج بجبل “أزروقي” بلغ سمكه 20 سنتمترا، و 15 سنتيمترا بجماعة “تامدة” و 10 بمنطقة أغبار، فيما عرفت مناطق أخرى تساقطات ثلجية مهمة وبنسب متفاوتة بحسب درجة ارتفاعها عن سطح البحر، خاصة بتاونات وبولمان والحسيمة وتمحضيت والريش وميدلت. وتوقع يوعابد، أن تستمر التساقطات المطرية حتى يوم الخميس المقبل، وذالك بسبب تأثيرات المنخفض الجوي الذي خلفه انزياح المرتفع الجوي الأصوري عن الأجواء المغربية، فيما يرتقب، حسب المصدر نفسه، أن تعرف درجات الحرارة انخفاظا بمرتفعات الأطلس والجنوب الشرقي للبلاد، وذلك بموازاة استمرار تساقطات ثلجية بمرتفعات تصل إلى 1200 متر، خصوصا بأقاليم إفران والحوز وأزيلال وبني ملال وتنغير وميدلت، وخنيفرة وصفرو وبولمان، فيما ستهم تساقطات ثلجية بكميات قليلة في تاوريرت وتازة وفكيك والحسيمة وورزازات، خلال نفس الفترة (19 و22 يناير الجاري)، يورد الحسين يوعابد. هذا، وتسببت الثلوج في انقطاع جزئي لحركة السير بعدد من الطرق، بعدما فاجأت الثلوج مستعمليها أول أمس الأحد، خصوصا بالطريق الوطنية رقم 13، الرابطة بين مدينتي أزرو وميدلت، بالنقطة الكيلوميترية المشهورة بارتفاعها “احجيرت”، والواقعة على بعد 30 كيلومترا عن قرية “تيمحضيت” بالجنوب الشرقي لمدينة أزرو، ونفس الصورة عرفتها الطرق بإقليم أزلال وإفران، وكذا بالطريق الوطنية رقم 12 بالريش، التابعة لإقليم ميدلت، بعدما تسببت الثلوج في قطعها مستوى منطقة “تزي نتغرغزين” بين قصر أكدال وايت هاني، بجماعة إملشيل، فيما تعطل حركة السير لساعات قليلة على الطريق الوطنية الرابطة بين فاس وميسور، على مستوى مدينة بولمان، والتي شهدت هي الأخرى تساقطات ثلجية مهمة، فيما عجلت موجة الثلوج الكثيفة، والتي تهاطلت على مناطق الأطلسين المتوسط والكبير، بتحرك لجان اليقظة والتنسيق بين مختلف المصالح العمومية بالأقاليم والعمالات، والتي استنفرت جهودها لمحاربة آثار موجة البرد وفتح الطرقات وتجهيز المآوي التي يلجا إليها المسافرون عند انقطاع الطرق، تورد مصادر الجريدة. وخلفت الأمطار والثلوج، والتي عرفتها عدد من مناطق المغرب بشمالها ووسطها وجنوبها الشرقي، (خلفت) أجواء من الفرح والسرور لدى السكان، بعدما كانت الصدور قد انقبضت من زرقة سماء بدون غيوم طالت لأسابيع، مما خلف حالة من الترقب وعدم الارتياح لدى كل المغاربة، خصوصا الفلاحين الذين تولد لديهم تخوف بسبب تأخر تساقطات المطر خلال الموسم الفلاحي الحالي، وانعكاساته على أسعار المنتجات الفلاحية، لاسيما أن ازدهار أغلب الأنشطة الاقتصادية بالمغرب مرتبطة بانتظام التساقطات المطرية، فيما عادت الحياة مع سقوط الثلوج بمدينة إفران، والتي تعطرت أجواؤها بعد تساقط الثلوج بنسمات البرد، فاتحة ذراعيها للهاربين من ضغوط الحياة اليومية من مختلف المدن المغربية، حيث تحولت محطة "مشليفن" مع انطلاق عطلة منتصف السنة الدراسية، إلى محج للزوار العاشقين للبياض، وقبلة لعشاق التزلج من داخل المغرب وخارجه، ونفس الأجواء تعرفها المحطة الثانية ب”جبل هبري”، حيث توفر المحطة ممراً للتزلج يتراوح عرضه بين 50 و200 متر، وهو ما أنعش آمال أصحاب المشاريع السياحية في المدينة، بعد تأخر سقوط الثلوج لأسابيع طويلة.