شهدت مدينة إفران وضواحيها، انطلاق موسم سقوط الثلوج بهذه المنطقة بقلب الأطلس المتوسط، حيث عادت الثلوج لتكسو شوارع المدينة ومرتفعاتها بعد تأخرها خلال الموسم الحالي بسبب موجة الجفاف التي ضربت مختلف مناطق المغرب، حيث سُجل، بحسب مصادر "اليوم24" بجبل "هبري" المشهور بمحطته للتزلج، علو يزيد عن 30 سنتيمترا من الثلوج، التي تراكمت بدرجات متفاوتة، يُنتظر أن يرتفع علوها مع استمرار التهاطلات الثلجية خلال الأسبوع الجاري، حسب ما كشفت عنه مديرية الأرصاد الجوية. هذا، وخلفت مشاهد البياض الذي لبسته مدينة إفران، حالة من الارتياح، وأدخلت البهجة والسعادة وسط أهلها وعشاقها الذين يطلقون عليها لقب "سويسرا العرب"، حيث تعطرت أجواء المدينة وضواحيها، بعد تساقط الثلوج، بنسمات البرد، فاتحة ذراعيها للهاربين من ضغوط الحياة اليومية من مختلف المدن المغربية، حيث ينتظر أن تتحول إفران، مع عطلة نهاية الأسبوع المقبل، إلى محج لزوارها من المدن القريبة مثل فاس ومكناس، وتستقبل أفوجا كثيرة من الضيوف العاشقين للبياض من الأماكن البعيدة مثل الرباط والدار البيضاء وغيرها، فيما ينتظر أن تحل بالمدينة ومنتجعاتها السياحية الجبلية، أفواج من السياح الأوربيين والعرب، الذين يهيمون بالطقس الثلجي المنعش والرياضات الشتوية بمحطة "ميشليفن"، مما أعاد الأمل لأصحاب المشاريع السياحية وتجار مدينة إفران، لاستقبال زوار مدينتهم واستعادة محلاتهم لحيويتها بعد كساد اقتصادي فرضه تأخر الأمطار والثلوج. وفي مقابل الفرحة التي عمت التجار وأصحاب المشاريع السياحية بمدينة إفران وضواحيها، خصوصا مع الإقبال الكبير الذي تنتظره محطات التزلج على الجليد بمحطة "ميشليفن"، فإن عامة سكان إقليمإفران الذين يقطنون بالقرى والدواوير بالمناطق المرتفعة في تحد تام للظروف المناخية الصعبة، المتسمة بشدة البرودة وانسداد الطرق بالثلوج، ترتفع أصوات سكان هذه المناطق للمطالبة بفك عزلتهم بسبب الثلوج، وتفعيل لجن اليقظة بعمالة إقليمإفران، لتوفير ما يلزم لسكان التجمعات النائية والمعزولة من مساعدات غذائية وأغطية وعلف لماشيتهم، إضافة الى الإجراءات الأخرى لمواجهة الطوارئ الخاصة بالمرضى جراء النزول الحاد لدرجات الحرارة، وحالات النساء الحوامل البعيدات عن المراكز الصحية. وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت، بداية شهر دجنبر الجاري، قبل حلول موجة التقلبات الجوية التي عرفتها المناطق الجبلية على الخصوص منذ بداية الأسبوع الجاري، مذكرة وجهتها إلى العمال والولاة والسلطات المحلية، لتفعيل مراكز القيادة الإقليمية لمتابعة الأوضاع عن قرب، وتنسيق عمليات التدخل لمساعدة السكان بتعاون وثيق مع المصالح المختصة بوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، ووزارة الصحة والدرك الملكي والوقاية المدنية والمنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني، حيث ركز بلاغ الداخلية على إيلاء الاهتمام اللازم للفئات الهشة، خصوصا الأشخاص بدون مأوى، واتخاذ جميع التدابير الضرورية، وفق منهجية تشاركية مع كل المتدخلين، لمساعدة هذه الفئات وتوفير الإيواء والتغذية والتطبيب لها.