“التهريب المعيشي لم يعد موجودا”، هذا ما أكده محمد بنعيسى، رئيس المرصد الشمال لحقوق الإنسان، مبرزا أن باب سبتةالمحتلة أغلق في وجه المهربين منذ أكتوبر الماضي. وقال محمد بنعيسى، في حديثه مع “اليوم 24″، إن باب سبتةالمحتلة مغلق في وجه المهربين. وأضاف المتحدث ذاته أن الأمر تعدى المهربين، ليطال الأشخاص العاديين، الذين يزورن مدينة سبتةالمحتلة، مبرزا أنهم يجدون صعوبة في تمرير مشترياتهم، التي اقتنوها منها. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة قد أكد أن إغلاق معبر سبتة “قيد العناية والدرس والتفحص”، مشيرا إلى أن الحكومة تتداول الأسباب المقنعة لاستمراره، أو اتخاذ أي قرار آخر، وذلك في تصريح له خلال ندوة صحافية، أعقبت انعقاد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، قبل أيام. وكان التقرير الأولي للمهمة الاستطلاعية المؤقتة إلى معبر سبتةالمحتلة، التي شكلتها لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، بمجلس النواب، كشف معطيات صادمة، منها أن "النساء، الممتهنات التهريب المعيشي، يستعملن الحفاظات، خوفا من ضياع فرصة الدخول إلى سبتةالمحتلة". والتقرير، الذي رصد وضعية الأطفال، والنساء الممتهنين للتهريب المعيشي في معبر سبتةالمحتلة، قال إن أعضاء المهمة الاستطلاعية، خلال زيارتهم المفاجئة للمعبر ذاته، ليلة 10 يوليوز 2018، لاحظوا وجود 400 شخص، قضوا ليلتهم في العراء لدخول المدينةالمحتلة. وتحدث التقرير نفسه عن "ظروف جد سيئة، تنعدم فيها الظروف الإنسانية، وتنتشر فيها المخدرات، وحوادث السرقة". وسجل تقرير المهمة الاستطلاعية، أيضا، وجود "فتيات يرغبن في العبور لامتهان أشياء أخرى"، و" رجال مسنين يمتهنون التهريب المعيشي". وتحدث التقرير عن "مبيت الممتهنات للتهريب المعيشي في فضاء غير ملائم، ليومين، وبدون أدنى ظروف حفظ كرامتهن"، مسجلا "سوء المعاملة من رجال الأمن، والجمارك، وتداول أسماء مسؤولين يستغلون الوضع". وسجل التقرير، أيضا، أن أغلب الممتهنات للتهريب ينحدرن من أسر فقيرة، وتحدث عن وجود حوالي 3500 امرأة تمتهن التهريب المعيشي، و200 طفل قاصر.