في إطار الاستعدادات الجارية لتدشين ملكي مرتقب للقطب الحضري الثقافي بحي “المحاميد” بمراكش، لم تجد المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، مؤخرا، من حل سوى اللجوء إلى جلب تجهيزات ومعدات من المعهد الموسيقي “عرصة الحامض” بحي “باب دكالة”، الذي تم تدشينه بتاريخ الاثنين 29 يوليوز المنصرم. كما تم نقل كتب من خزانة “ابن يوسف” بالمركب الثقافي بحي “الدواديات” إلى المشروع الثقافي الجديد بحي “المحاميد”، الذي يدخل في إطار مشروع “مراكش الحاضرة المتجددة”، وقد تم إحداثه بمقتضى اتفاقية شراكة سابقة بين ولاية الجهة وبلدية مراكش ووزارة الثقافة والشباب والرياضة، وهي الاتفاقية التي تنص على أن تتولى هذه الأخيرة تجهيز وتسيير المعهد الموسيقي والخزانة والقاعة متعددة الاختصاصات ومسرح الهواء الطلق بالقطب الحضري الجديد. ورجح مصدر مطلع بأن يكون اللجوء إلى معدات وكتب المؤسستين الثقافيتين المذكورتين بسبب عدم كفاية الاعتمادات المالية التي خصصتها وزارة الثقافة لتجهيز المؤسسات الجديدة، وهي العملية التي قدّر المصدر نفسه تكلفتها المالية الإجمالية في أكثر من مليار ونصف المليار سنتيم. في غضون ذلك، لازال إحداث “رواق الفنون” بدار الثقافة بحي “الدواديات” يشوبه التعثر، فبعد أن كان مقررا أن تنتهي الأشغال بهذا المشروع الثقافي، الذي تصل الاعتمادات المالية المخصصة له إلى مليار و400 مليون سنتيم، في شهر يوليوز الماضي، تقرّر تحديد مهلة إضافية لإتمام الأشغال مدتها 8 أشهر تنتهي في شهر مارس المقبل، على إثر الزيارة التي قام بها حسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة والناطق الرسمي باسم الحكومة، مؤخرا، لورش هذا المشروع المتعثر، وإن كانت مصادرنا تجزم بأن عمر الأشغال سيطول إلى ما بعد الموعد الجديد بسبب ضعف وتيرة تهيئة الكهرباء والترصيص والتبليط. وفيما تستعد مراكش لاحتضان أنشطة ومعارض ومهرجانات ثقافية قارية، طوال السنة الجارية، على خلفية اختيارها كأول عاصمة ثقافية إفريقية برسم سنة 2020، وجّه العديد من الفنانين والإعلاميين والمسرحيين، مؤخرا، عريضة احتجاجية للمسؤولين على الوضع الثقافي بالمدينة، واصفين وضعية قاعات وفضاءات العروض الفنية والثقافية ب “المزرية”، بسبب إغلاقها بدافع إصلاحها أو تجهيزها. وطالبوا بتوفير قاعات للعروض الفنية وتحسين وضعية القاعات القليلة المتاحة حاليا، والرفع من إمكانياتها إلى الحدود الدنيا لاستقبال عروض فنية، والاهتمام بالحالة الثقافية عامة بهذه المدينة العريقة، داعين إلى التعجيل بالنظر في حالة بناية المسرح الملكي وإعطاء تشخيص واضح للرأي العام بخصوص وضعيته من طرف المسؤولين على هذا الصرح الثقافي، والعمل على إصلاحه وإعطائه المكانة التي تليق بالمدينة وباللقب الذي يحمله. كما شددوا على ضرورة استكمال ورش إصلاح وتجهيز المركز الثقافي “الداوديات”، على مستوى القاعات والمرافق الصحية وغيرها، وإنشاء وتجهيز فضاءات الاستقبال المختلفة، وتوفير مساحات بفضاءات المدينة المفتوحة، وتسهيل تقديم عروض فنية للفنانين المحترفين والمواهب الشابة من أبناء المدينة. في المقابل، نفى عزوز بوجنيد، المدير الجهوي لوزارة الثقافة بمراكش، نقل أي كتب أو معدات من مؤسسات سابقة إلى المشروع الجديد بحي “المحاميد”، موضحا بأن وزارته التزمت بجميع ما تعهدت به في اتفاقية الشراكة، وقامت بتجهيز جميع المرافق التابعة للقطب، بما فيها توفير الكتب أو ما يسمى ب”الرصيد الوثائقي”، الذي وصت الاعتمادات المالية المخصصة له إلى مليوني درهم (200 مليون سنتيم). وتابع المسؤول نفسه بأن إتمام بناء “فضاء الطفل”، بالقطب عينه، قد أجري فيه آخر الأشغال، أول أمس الأربعاء، وهي العملية التي قال إن جهة رسمية أخرى هي التي تتولاها بمقتضى اتفاقية الشراكة الخاصة بالمشروع، فيما تنتظر وزارته إنهاء البناء للشروع في تجهيز الفضاء المذكور. وأرجع تأخر الأشغال برواق الفنون بحي “الداوديات” إلى توقف الأشغال لإنجازات الدراسات والتصاميم التعديلية والحصول على التراخيص لمنشآت وأشغال جديدة لم تكن مبرمجة في المشروع الأصلي، مشيرا إلى أن الأشغال ستكون منتهية في حدود شهر يوليوز المقبل.