أعلن الرئيس العراقي، برهم صالح، اليوم الخميس، أنه تقدم باستقالته للبرلمان، تعبيرا عن رفضه لمقترح أكبر المجموعات البرلمانية بشأن مرشحها لرئاسة الوزراء. وذكرت وسائل إعلام محلية أن خطوة الرئيس جاءت بعد رفضه، واعتذاره عن تكليف مرشح “كتلة البناء” في البرلمان، أسعد العيداني، لرئاسة الحكومة. وقال برهم صالح في رسالته للبرلمان إن “مسؤوليتي الوطنية في هذا الظرف تفرض عليّ الاستقالة”، وأضاف: “أقدم استقالتي تفادياً للإخلال بمبدأ دستوري”. وأضاف الرئيس العراقي أن “منصب رئيس الجمهورية يجب أن يستجيب لإرادة الشعب”، لذا “أضع استعدادي للاستقالة أمام البرلمان العراقي”. وتابع صالح في رسالته للبرلمان: “مسؤولية الرئيس حفظ السلم الأهلي وحقن الدماء”، مشيرا إلى أنه وصلته “عدة مخاطبات حول الكتلة الأكبر تناقض بعضها بعضاً”، مضيفاً: “أعتذر عن تكليف مرشح عن كتلة البناء”. ويشهد العراق، منذ أشهر، أزمة سياسية هي الأخطر منذ الاجتياح الأمريكي، عام 2003، لإسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين، حيث تستمر المظاهرات في شوارع العاصمة، مطالبة بالإصلاح السياسي، وتحسين الأوضاع الاقتصادية. وقابل المحتجون في بغداد، والمحافظات الجنوبية الإعلان عن ترشيح كتلة البناء العيداني لمنصب رئيس الوزراء بالرفض، حيث يطالب هؤلاء بشخصية مستقلة من خارج الأحزاب السياسية. وقالت وكالة الأناضول إن الحشد في ساحة التحرير ببغداد ردد شعارات ترفض تولي العيداني منصب رئيس الوزراء للفترة الانتقالية، ملوحين بالتصعيد في حال تم فعليا تكليفه من قبل رئيس الجمهورية بشغل المنصب. وكانت المحافظات الجنوبية قد شهدت في اليومين السابقين مظاهرات، وقطعا للطرق، احتجاجا على الترشيح المحتمل لمحافظ البصرة الحالي لمنصب رئيس الوزراء، في حين أحرق محتجون في الديوانية مقار أحزاب، وفصائل شيعية؛ هي حزب الدعوة، وكتائب الإمام علي، وتيار الحكمة، ومنظمة بدر، وعصائب أهل الحق.