بعد تسجيل ثلاث حالات سابقة، حالة جديدة لداء السل الرئوي تظهر وسط نزلاء مستشفى «سْعادة» للأمراض العقلية، بضواحي مراكش، واستنادا إلى مصدر من داخل المستشفى، فقد تدهورت بشكل كبير الحالة الصحية لأحد المرضى، وهو نزيل سابق بضريح “بويا عمر”، خلال الفترة الأخيرة، قبل أن يتم نقله، الأربعاء المنصرم، إلى المستشفى الجهوي “ابن زهر” (المامونية)، حيث تم عرضه على طبيب مختص في أمراض الجهاز التنفسي، لتؤكد الفحوصات الطبية بأن النزيل، وهو في العقد الخامس من العمر، مصاب بحالة حادة لداء السل الرئوي، إذ أن رئته اليسرى جد متضررة، ولا يتنفس سوى برئة واحدة. المكتب النقابي المحلي، التابع للفيدرالية الديمقراطية للشغل، أصدر بيانا، أمس الجمعة، سجل فيه «باستياء وسخط شديدين» ظهور داء السل من جديد في صفوف نزلاء المستشفى المذكور، خاصة نزلاء مصلحة «الرازي»، منددا بعدم تدخل المسؤولين عن قطاع الصحة محليا وإقليميا وجهويا ومركزيا، الذين اعتبرهم البيان بأنهم «يستهترون ولا يأبهون» بخطورة الوضع على باقي النزلاء والموظفين، لافتا إلى أن المستشفى لا يتوفر، أصلا، على الظروف والوسائل لتفادي انتشار العدوى بين المرضى، الذين يصل عددهم إلى حوالي 100 نزيل، والعاملين به، من ممرضين، الذين يبلغ عددهم 56، بالإضافة إلى 5 أطباء وثلاثة إداريين. واستنادا إلى مصدر نقابي، فإن النزيل المصاب بداء السل، من بين المشمولين بمبادرة «الكرامة في مجال الصحة النفسية»، التي كانت أطلقتها وزارة الصحة، بتاريخ الخميس 11 يونيو من 2015، لإخلاء أكثر من 800 نزيل من المنازل المحيطة بضريح «بويا عمر»، بإقليم قلعة السراغنة، يعيش حاليا في ظروف تُنتهك فيها كرامته، إذ تتدهور حالته الصحية يوما بعد آخر، خاصة في ظل انعدام لأي متابعة طبية دقيقة لوضعه الصحي من لدن أطباء وممرضين مختصين، والاكتفاء بإعطائه بعض الأدوية من طرف الممرضين المحليين، وفي ظروف تغيب فيها التغذية الصحية، خاصة وأن مصدرنا يؤكد بأن تغذية النزلاء تعاني أصلا من ضعف جودتها وهزالة كميتها في مستشفى “سْعادة”، الذي يعيش وضعية “فراغ إداري”، بسبب شغور منصب المدير منذ ثلاث سنوات، ومنصب المقتصد منذ سنتين، والأنكى من ذلك هو أن المستشفى أصبح بدون حراسة، منذ أول أمس الخميس، بعد أن توقف 10 حراس أمن خاص عن عملهم، بسبب عدم توصلهم بأجورهم منذ ثلاثة أشهر. وتابع مصدرنا بأن المستشفى الجهوي لطب الأمراض العقلية بالجماعة القروية «سْعادة»، الذي أنجزته مؤسسة «محمد الخامس للتضامن» بتكلفة مالية بلغت 22 مليون درهم (ملياران و200 مليون سنتيم)، وكان الملك محمد السادس دشّنه، بتاريخ الاثنين 7 شتنبر من سنة 2009، يعاني، حاليا، ترديا على مستوى التجهيزات ووسائل العمل، مشيرا إلى انعدام الوسائل العلاجية الخاصة بالنزلاء، وانعدام الإنارة بين مصالح ومرافق المستشفى ليلا، والتسربات المائية المستمرة من السطوح التي تهدد سلامة البنايات، التي تعاني من الشقوق والتصدعات، ناهيك عن الانقطاعات المتكررة للكهرباء والماء الصالح للشرب. يشار إلى أنه وبعد الاعتصام الذي نظمته بمقر المديرية الجهوية لوزارة الصحة بمراكش، واستمر 135 يوما، نظمت النقابة الوطنية للصحة العمومية، المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، أول أمس الخميس، مسيرة احتجاجية، انطلقت من أمام مقر المندوبية الإقليمية للوزارة نفسها بحي «كَليز، في حدود العاشرة صباحا، باتجاه مقر المديرية الجهوية، الذي شهدت وقفة احتجاجية للمتظاهرين، تناول الكلمة فيها بعض المسؤولين النقابيين، الذين نددوا بما اعتبروه «ترديا للوضع الصحي بالجهة»، خاصة بمدينة مراكش، مشيرين، في هذا الصدد، إلى حالتي مستشفى «سعادة» ومستشفى «ابن زهر».