شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، هجوما على نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال إن الأخير يعاني من “موت دماغي” ودعاه لمراجعة طبيب، ما دفع باريس إلى استعداء السفير التركي لديها كخطوة احتجاجية. وجاء حديث أردوغان في كلمة ألقاها في جامعة مرمرة بإسطنبول، تعليقا على تصريحات ماكرون الأخيرة التي اعتبر فيها أن حلف الناتو يعاني من “موت دماغي”. وقال أردوغان، إن تحذير إيمانويل ماكرون بأن حلف شمال الأطلسي يعاني “موتا دماغيا” يعكس فهمًا “مريضا وسطحيا”، وإن ماكرون ينبغي أن يخضع للفحص لمعرفة ما إذا كان هو نفسه “ميتا دماغيا”. وأضاف أردوغان مخاطبًا الرئيس الفرنسي: “سيد ماكرون، أنظر، أتحدث الآن من تركيا، وسأقول هذا في الناتو أيضا، عليك أن تفحص موتك الدماغي أولًا”. وتابع الرئيس التركي: “هل من شأنك الحديث عن إخراج تركيا من الناتو أو إبقائها؟ هل تمتلك صلاحية اتخاذ قرارات كهذه؟”. وردا على انتقاد ماكرون لتدخل تركيا في شمال سوريا، أوضح أردوغان أن تركيا لديها حدود مشتركة مع سوريا على طول 911 كيلومتر، وأن “اتفاقية أضنة” تمنح تركيا الحق في دخول سوريا لمحاربة الإرهاب. واستطرد سائلًا الرئيس الفرنسي: “لكن أنتم أي اتفاقية لديكم تخولكم دخول سوريا؟”. وردا على ذلك، قال مسؤول في الرئاسة الفرنسية إن خارجية بلاده سوف تستدعي سفير تركيا لديها، إثر تعليقات الرئيس التركي التي اعتبرتها باريس “مهينة”. وقال مسؤول الإليزيه، نقلا عن وكالة رويترز للأنباء: “فيما يتعلق بالتجاوزات الأخيرة التي تفوّه بها الرئيس التركي، فهي ليست بيانا، بل إهانات، ولذا، فإننا نتوقع توضيحا بشأنها من الرئيس أردوغان”. وكان وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، اتهم الرئيس الفرنسي ماكرون في وقت سابق اليوم ب”رعاية الإرهاب”، رافضا انتقادات الأخير للعملية العسكرية لبلاده شمالي سوريا. وقال أوغلو إن ماكرون يتطلع إلى قيادة أوروبا، لكنه في واقع الأمر “يتخبط”. ويأتي هذا الخلاف بين عضوي حلف الناتو (تركياوفرنسا) قبل أسبوع من قمة للحلف ستعقد في بريطانيا. وكان ماكرون قد أثار حفيظة تركيا عندما عقد اجتماعا مع المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية، جيهان أحمد، في باريس في 8 أكتوبر. لكن مكتب الرئيس الفرنسي قال إن الاجتماع كان تعبيرا عن تضامن فرنسا مع قوات سوريا الديمقراطية في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك ليعرب عن قلقه إزاء تنفيذ عملية عسكرية تركية في سوريا. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية المنضوية تحت قوات سوريا الديمقراطية، “كيانا إرهابيا”.