خلف تحذير وزارة الخارجية الإسبانية مواطنيها، بدعوتهم إلى تجنب السفر إلى مخيمات تندوف، غيضا شديدا لدى جبهة البوليساريو الانفصالية، التي خرجت لمهاجمة مدريد، واتهامها ب”التآمر”. الجبهة الانفصالية عبرت، في بيان، نقلته وكالة الأنباء الجزائرية عن شجبها وانزعاجها الشديد من تحذير الخارجية الإسبانية، معتبرة أن له دواعي، وأهداف سياسية، وأن وراءه “تواطئ مفضوح”، و”ليس له ما يبرره”. الجبهة ذهبت إلى الربط بين التحذير، واللقاء الأخير، الذي جمع ناصر بوريطة، وزير الخارجية مع نظيره الإسباني، معتبرة أن هذا التزامن ليس بالغريب. وكانت وزارة الخارجية الإسبانية قد أوصت مواطنيها، أمس الأربعاء، بتجنب السفر إلى مخيمات تندوف، التي تتخذها جبهة “البوليساريو” الانفصالية مقرا لها. وأشارت وزارة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، في توصية لها، نشرتها على موقعها الإلكتروني، إلى أن التوجه إلى مخيمات تندوف محفوف بالمخاطر، بسبب “حالة عدم الاستقرار المتنامي في شمال مالي”، إضافة إلى “تزايد نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة، وتدهور الأوضاع الأمنية نتيجة ذلك”. وشددت التوصية بشكل خاص على ارتفاع مخاطر تعرض السياح الأجانب للاختطاف، أو الهجمات الإرهابية على كامل التراب الجزائري، داعية المواطنين الإسبان، الذين يقومون بزيارات للجزائر إلى التزام “أقصى درجات الحذر” في جميع أنحاء البلاد. ودعت الخارجية الإسبانية مواطني البلاد إلى عدم السفر إلى المناطق الجنوبية في الجزائر، بما فيها مخيمات تندوف، وحدود الجزائر مع مالي، والنيجر، وليبيا، وموريتانيا، كما أوصت بتجنب التنقل إلى الحدود مع تونس إلا عند الضرورة القصوى. يذكر أن الجزائر لا تعتبر وجهة مألوفة بالنسبة إلى السياحة الإسبانية، إلا أن العديد من الجمعيات، والمنظمات غير الحكومية الإسبانية الداعمة لجبهة “البوليساريو”، تنظم بين الحين والآخر، رحلات تضامنية لنشطائها إلى مخيمات تندوف، بتعاون مع السلطات الجزائرية.