على عكس السنتين الماضيتين، تراجعت تدفقات الهجرة غير النظامية بين السواحل المغربية والجنوب الإسباني بأكثر من 53 في المائة، أي أن قوارب الموت التي تخرج من السواحل المغربية تراجعت، وذلك بحسب ما كشفه تقرير جديد نشرته وزارة الداخلية الاسبانية، بداية هذا الأسبوع . وبلغ عدد المهاجرين الواصلين إلى الجنوب الإسباني، برا وبحرا، 27208 مهاجرا، بتراجع قدره 49 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، علما أن المغاربة يمثلون تقريبا 30 في المائة من مجموع الواصلين. وهذه خطوة يراها المهتمون بالشأن الإسباني المغربي بمثابة “هدية ثمينة” منحها المغرب للحزب الاشتراكي الحاكم بقيادة بيدرو سانتشيز قبل الانتخابات التشريعية العامة المعادة يوم الأحد المقبل، إذ أن الحزب الاشتراكي ربح ورقة الهجرة الآتية من المغرب التي يستعملها ضده اليمين، لاسيما حزب فوكس الذي لا يكل من مهاجمة المغرب. في المقابل، أوضحت مصادر جد مطلعة ومهتمة بقضية الهجرة، أن أعداد “الحراكة” و”قوارب الموت” لم تتراجع بشكل كبير كما تذهب إلى ذلك الأرقام الإسبانية والأوربية، بل إن “عدد المهاجرين الذين تنقذهم البحرية الملكية المغربية في مياهها الإقليمية، ارتفع بشكل واضح مقارنة مع السنة الماضية، علاوة على إجهاض العديد من الرحلات، وترحيل المهاجرين الآتين من إفريقيا جنوب الصحراء من الشمال، خاصة ضواحي المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، إلى وسط وجنوب المملكة”. في هذا الصدد، أكد التقرير المحين وصول 22247 مهاجرا غير نظامي على متن قوارب الموت إلى إسبانيا ما بين يناير الماضي و30 أكتوبر المنصرم، بنسبة ارتفاع بلغت 53،3 في المائة، علما أنه خلال نفس الفترة من السنة الماضية وصل 47684 مهاجرا غير نظامي إلى السواحل الإسبانية على متن 1775 قاربا. ويشير التقرير، كذلك، إلى أن أغلب الطرق التي يستعملها المهاجرون هي التي تقود إلى سواحل جنوب الجزيرة الأيبيرية عبر مضيق جبل طارق وجزر البليارس. وكانت صحيفة “إلباييس” أوردت أن أكثر من 90 في المائة تقريبا من الواصلين إلى إسبانيا يخرجون من المغرب. ووصل إلى الجنوب الإسباني 19748 مهاجرا غير نظامي، بانخفاض قدره 56.6 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية عندما سجل وصول 45541 مهاجرا”. فيما وصل 532 آخرين بحرا إلى مدينة سبتةالمحتلة؛ و497 مهاجرا إلى مليلية المحتلة. في نفس السياق، سجل 270 قتيلا غرقا ومفقودا في الطريق الغربية للبحر الأبيض المتوسط (المغرب والجزائر وإسبانيا). وانطلاقا مما سبق وتقارير أروبية أخرى، يتضح أن المغرب لم يعط البوابة الرئيسية في البحر الأبيض المتوسط، كما كان عليه الحال في السنة الماضية، عندما وصل 65325 مهاجرا إلى إسبانيا من المغرب والجزائر، إذ أصبحت الطريق المتوسطية الشرقية هي البوابة الرئيسية بعد وصول منذ يناير الماضي 45105 مهاجر إلى اليونان.