متابعة كشف تقرير حديث لمجلس الأمن القومي الإسباني، أن المغاربة تربعوا على عرش المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى إسبانيا ما بين 2012 و2018، بحوالي 13014 مغربيا، متبوعين بالغنيين ب6113 مهاجرا، والماليين ب5762 مهاجرا، والجزائريين ب4693 مهاجرا. ومن أجل الحد من ظاهرة الهجرة السرية انطلاقا من شمال غرب إفريقيا إلى أوروبا، أكد التقرير على ضرورة التعاون بين إسبانيا والمغرب والجزائر. في نفس السياق، حذر التقرير من أن" تهريب المهاجرين هو واحد من أكبر التهديدات التي تهدد الأمن الوطني والدولي"، مشيرا إلى أنه في سنة 2018 ارتفع ضغط الهجرة في مياه جبل طارق مقابل تراجعه في الطريق الوسطى للبحر الأبيض المتوسط بين ليبيا وإيطاليا، التي كانت تعتبر في السابق البوابة الرئيسية للعبور إلى أوروبا انطلاقا من شمال إفريقيا. وتابع أن إسبانيا تحولت منذ يناير 2018 إلى البوابة الرئيسية للهجرة إلى إسبانيا، إذ ارتفع عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى السواحل الإسبانية ب161.7 في المائة. وفي الوقت الذي اعتبر فيه وصول 64421 مهاجرا سريا إلى إسبانيا سنة 2018، رقما قياسيا، دق التقرير ناقوس خطر أن "كل المؤشرات تشير إلى أن الأرقام ستكون أعلى في 2019، رغم العمل الجاري من أجل تقليصها". وعرج التقرير، كذلك، على أزمة الأطفال المغاربة غير المصحوبين بإسبانيا والذين يزيد عددهم عن 7000 قاصر. إذ أوضح التقرير أن العدد ارتفع منذ 2012 بنسبة 126 في المائة ليصل سنة 2018 إلى 13796 قاصرا أجنبيا، محذرا من أن الأعداد في تصاعد، رغم أنها ليست بنفس وتيرة السنوات الماضية. وبشكل دقيق، يرى التقرير أن المغاربة يمثلون 56.33 في المائة من مجموع الأطفال الأجانب غير المصحوبين بإسبانيا، متبوعين بالجزائريين ب19.95 في المائة، والمنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، مثل غينيا ب8.48 في المائة، وساحل العاج ب7.5 في المائة، وغامبيا ب2.85 في المائة. على صعيد متصل، كشف تقرير لوزارة الداخلية الإسبانية وصول 5500 مهاجر سري إلى السواحل الإسبانية على متن قوارب الموت منذ فاتح يناير الماضي، بارتفاع قدره 94.1 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. التقرير الذي انفردت وكالة الأنباء "أوروبا بريس" بنشر تفاصيله، يوضح أن 5491 مهاجرا وصلوا على متن 162 قارب موت، مقابل وصول 2829 مهاجرا بنفس الطريقة خلال نفس الفترة من السنة الماضية، أي أن الأعداد ارتفعت ب2662 مهاجرا. وبخصوص ضحايا الهجرة السرية، أوضحت الأرقام الأخيرة للمنظمة العالمية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أنه خلال هذه السنة لقي 73 مهاجرا حتفهم غرقا وهم يحاولون العبور إلى إسبانيا عبر البحر الأبيض المتوسط، إذ غرق 62 مهاجرا في يناير الماضي، و10 آخرين في فبراير المنصرم، إلى جانب مهاجر واحد إلى حدود ال17 من هذا الشهر (مارس). وفي الوقت الذي ارتفع فيه عدد الواصلين إلى إسبانيا بحرا هذه السنة، تراجع الرقم برا، عبر حدود سبتة ومليلية المحتلتين، إذ وصل إلى مليلية 996 مهاجرا سريا مقابل 1221 مهاجرا خلال نفس الفترة من السنة الماضية، أي بانخفاض قدره ب18.4 في المائة؛ فيما وصل 160 شخصا إلى سبتة مقابل 246 في السنة المنصرمة، أي بنسبة تراجع بلغت 35.6 في المائة.