من جديد، وجه نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، انتقادات شديدة اللهجة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وذلك خلال افتتاحه الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب، صباح اليوم السبت، بقصر المؤتمرات أبي رقراق بسلا. وقال بركة، إن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، “يُعاند ويغامر بالمشروعية الديمقراطية، وهو يَدَّعي أن الحكومة في صيغتها الجديدة ستواصل تطبيق نفس البرنامج الحكومي الذي يعود إلى سنة 2017”. ويرى بركة أن البرنامج الحكومي لحكومة سعد الدين العثماني في نسختها الأولى، “فقدَ شرعيتَه ومصداقيتَه، بعد أن تجاوزته التطورات السياسية والتنموية، لا سيما بعد خطاب العرش، وخطاب ثورة الملك والشعب، والخطاب السامي الأخير بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة”. وأضاف المتحدث، “للأسف ليس هناك رؤية سياسية لهذه الحكومة، ولا استراتيجيات واضحة، وهي حكومة غير قادرة على إبداع الحلول الخلاقة للمشاكل الاجتماعية، أين هو برنامج ممكن لخلق 1 ملايين و 200 ألف منصب شغل، والذي كان من الأجدر تسميته بالبرنامج المستحيل وليس الممكن”، بحسب قوله. وشدد بركة على أن الحكومة، “عاجزة على خلق الثروة، وتوفير الشروط الكفيلة بجلب وتحفيز الاستثمارات الوطنية والأجنبية، وتقوية الثقة في مناخ الأعمال ببلادنا، وعاجزة عن فتح ورش الاقتصاد غير المهيكل، ومحاربة الريع والامتيازات، والتهرب الضريبي”. وقال أيضا مخاطبا العثماني، “هذا هو الواقع المأزوم، الذي يُكَذِّبُ نجاعة وفعالية توجهات وأهداف وتدابير برنامجِكم الحكومي، السيد رئيس الحكومة، فكيف تُعاندون ضدا على مصلحة البلاد، ومصالح المواطنات والمواطنين”. وأضاف، “عجيبٌ وغريبٌ أمرُ هذا العنادِ المدمر، الذي تُعوزُه فضيلةُ الإنصات وفضيلة النقد الذاتي، عنادُ وتصلُّب الحكومة يمنعُها من أن تَتَقَبَّلَ النُصحَ بالتي هي أحسن”. ووصف الأمين العام لحزب الاستقلال، حكومة سعد الدين العثماني بالهجينة، وقال، “ساءَلنا رئيس الحكومة عن هوية حكومته الهجينة، هو الذي يتحمل مسؤوليةَ اقتراح جميع أعضائها بدون تمييز، طبقا للدستور، وطالبناه بضرورة إضفاء الهوية السياسية والمضمون الديمقراطي لهذه الحكومة المعدلة”. وتحدث بركة عن “استمرار مسلسل الصراع والتطاحن بين مختلف مكونات الحكومة، وتبادل الاتهامات والاتهامات المضادة على مَرأى وعلى مسمع من الرأي العام الوطني والدولي، أيامًا قليلةً فقط بعد التعديل الحكومي”.