الزلزال الملكي الذي قذف ب 4 وزراء خارج حكومة سعد الدين العثماني عبد الطريق أمام الاستقلال للدخول إلى التشكيل الأغلبي. حزب الميزان، وبعد طي صفحة حميد وتسليم دفة قيادة لنزار بركة، أصبح الطريق سالكا أمامه لتعويض الخروج المرتقب من التحالف الحكومي للتقدم والاشتراكية، الذي أصبح مهددا بالاندثار بعد دمرت رجة الزلزال المستقبل السياسي لزعيمه نبيل نعبد الله، وأخرجت وجها آخر بارز في الحزب، ألا وهو الحسين الوردي، من الباب الخلفي للحكومة، عقب إعفائهما من مهامه بسبب إثبات تقرير المجلس الأعلى للحسابات تحملهما جزء كبير من المسؤولية في تأخر إنجاز أشغال برنامج "الحسيمة منارة المتوسط".
ومن المنتظر أن يفتح سعد الدين العثماني، في الأيام المقبلة، باب التفاوض مع نزار بركة للترتيب لانضمام الميزان إلى الفريق الحكومي بعد التقدم له بعرض تسلم حقيبتي "الحليف السابق" حزب "الكتاب" والمتمثلتين في وزارتي السكنى والتعمير وسياسية المدينة والصحة، وكرسي كتابة الدولة في التكوين المهني، الذي كان على رأسه العربي بن الشيخ المحسوب بشكل غير مباشر على الحركة الشعبية.
وقد يتحقق مكسب آخر أهم للملتحق الجديد بتحالف العثماني، ويتمثل في تسليمه مفاتيح وزارة إفريقيا، الذي دعا الملك رئيس الحكومة إلى اقتراح إسم الشخصية التي ستسند لها هذه المهمة.
وكان الاستقلاليون بدأوا في طرق أبواب الحكومة قبل فترة من الزلزال السياسي، بعدم تضمين القيادة الجديدة للحزب، في أول بلاغ للجنتها التنفيذية بعد انتخاب بركة أمينا عاما، أي عبارات نقدية للحكومة.
وسبق هذا التوجه، الذي اعتبر آنذاك مؤشرا على استعداد الميزان لتطعيم فريق العثماني، دعوة بركة كل الاستقلاليين والاستقلاليات في مختلف المواقع، إلى عدم مهاجمة الحكومة والابتعاد عن الخطابات الشعبوية، واحترام جميع مكونات المشهد الحزبي والسياسي، وفتح صفحة جديدة مع الحكومة، وفق تعامل سياسي مبني على الاحترام المتبادل، والسعي إلى إعادة الاعتبار للمشهد السياسي الذي بات يختنق بسبب ممارسات فاعلين سياسيين، لم تعد السياسة هي همهم الأول.