منح المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة تفويضا إلى الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، لإدارة المفاوضات بخصوص الترشح لمنصب رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة. التفويض حصل عليه بنشماش بعد مناقشات حادة داخل اجتماع المكتب السياسي هذا اليوم، سببها رغبة بعض أعضائه في عدم تزكية فاطمة الحساني، كي لا يجعلها “تيار المستقبل”، وهو الخصم لبنشماش، انتصارا له. وحاول هؤلاء الأعضاء ثني الأمين العام عن تزكيتها، مقترحين استبدالها بتوفيق الميموني، النائب البرلماني عن دائرة شفشاون، أو أحمد التوهامي، الخبير الملحق بالفريق النيابي للحزب. لكن بنشماش تمسك بتزكية الحساني، ودافع عن اسمها، معتبرا أن مسألة ترشيحها ستكون باسم الحزب، ولن تحسب لفريق دون آخر داخل “البام”. ووفق مصدر حضر الاجتماع، فقد كان بنشماش حريصا على تذكير أعضاء مكتبه السياسي على أن التراجع عن تزكية الحساني سيقدم صورة معاكسة لما يطمح إليه الحزب من مجاراة للتوجهات العامة للبلاد فيما يخص التأسيس لتمثيلية النساء في المؤسسات المنتخبة. ويقول مصدر “اليوم 24″، إن “الأعضاء اقتنعوا عموما بدفوعات بنشماش، وفوضوا له فعل ما يراه مناسبا بهذا الخصوص”. وسيدير بنشماش مفاوضات جانبية مع رؤساء الأحزاب الممثلة في مجلس جهة الشمال، بغرض تكوين أغلبية من حول مرشحته. وهذه الأحزاب هي التجمع الوطني للأحرار، والاستقلال بشكل رئيسي. وسيحاول بنشماش إقناع الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، بثني عضوه في مجلس الجهة، محمد سعود، عن سعيه إلى الترشح لمنصب الرئاسة. وفي موضوع آخر، نوقش داخل الاجتماع المذكور، التحضيرات الجارية لعقد الاجتماع المشترك لفريقي الحزب في البرلمان غدا الاثنين، وأثيرت في هذه المناقشات “الأفعال المرتكبة من لدن عبد اللطيف وهبي، وهو نائب برلماني وقيادي في تيار “المستقبل”، لدفع برلمانيي الحزب إلى مقاطعة هذا اللقاء”. وتتضمن هذه الأفعال اتصالات يجريها وهبي بالبرلمانيين، بيد أن بنشماش حث قيادة الحزب على الاستمرار في التحضير لهذا اللقاء، واحتواء مجهودات وهبي نسفه. بنشماش يسعى إلى أن يكون هذا اللقاء مدخلا للحوار الداخلي الذي يريد إطلاقه داخل الحزب في خطوة لتجنب مزيد من الانهيار. لكن يبدو أن ممانعة شخصيات تيار “المستقبل” مازالت تربك حسابات أمينه العام. ومع ذلك، فقد قرر المكتب السياسي رفع ملتمس إلى المكتب الفيدرالي لمراجعة وإلغاء كافة الإجراءات العقابية التي مست عددا من أعضاء ووجوه تيار “المستقبل”. مصدر “اليوم 24” شدد على أن المراجعة ستشمل كافة المعنيين بهذه القرارات بمن فيهم سمير كوادر، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحزب. ويطعن تيار “المستقبل” في كافة القرارات المتخذة من لدن المكتب الفيدرالي بدعوى أن اجتماعاته “غير حائزة للمشروعية القانونية”، بعد إقالة رئيسه ومعظم أعضائه “دون وجه حق”. كما أن المكتب السياسي موضوع طعون مماثلة.