وسط احتدام الجدال حول موضوع الحريات الفردية، خرج العالم المقاصدي ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، ليدلي بدوله في الموضوع، متهما المدافعات عن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، والإجهاض ب”النسوة الخاسرات”، مثيرا موجة سخط عارم بسبب تهجمه على النساء. وقال الريسوني، في مقال له، نشره، نهاية الأسبوع الجاري، إن الحريات بصفة عامة، والفردية بصفة خاصة، لها خصوم، وأعداء، معتبرا أن الصنف الأول “هم الذين يشوهونها، ويُتَفهونها، ويسيئون استخدامها”، وهو الصنف، الذي وضع فيه المدافعين عن الحريات الفردية، معتبرا أن “حملاتهم المسعورة لأجلها، تنحصر في محرمات الفرج، والدبر.. وبعضهم – حين يتوسعون – يضيفون إليها السكر العلني، والإفطار الاستعراضي في نهار رمضان”. وفي إشارة إلى حملة “خارجة على القانون”، التي أطلقتها ناشطات يعترفن فيها بممارسة أفعال مجرمة قانونيا، من إجهاض، وعلاقات جنسية خارج إطار الزواج، فقد وصفهن الريسوني ب”النسوة الخاسرات”، وقال: “لقد رأينا مؤخرا بعض النسوة الخاسرات يرفعن لافتات تُصرح بأنهن يمارسن الجنس الحرام ويرتكبن الإجهاض الحرام. هكذا لقنوهن، مع أن الظاهر من سوء حالهن أنهن لن يجدن إلى الجنس سبيلا، لا حلاله ولا حرامه”. مهاجمة الريسوني للنساء، ونعته لهن ب”النسوة الخاسرات”، واستهزائه بهن بقوله إن “الظاهر من سوء حالهن أنهن لن يجدن إلى الجنس سبيلا، لا حلاله ولا حرامه”، شكلت شبه إجماع من مختلف التيارات، حتى بعض الإسلاميين، معتبرين أن ما خطه الريسوني، اعتداء صريح على النساء. مهاجمة الريسوني للنساء ووصفه لهن بنعوت قدحية، في فقرة من مقاله، غطت على جزء آخر من مقال الفقيه المقاصدي، والذي اعتبر فيه أن أعداء الحريات الفردية في نظره، مضيفا أن هناك دولا تمنع الناس من التعبير عن أفكارهم، ومواقفهم “وكم في السجون ممن سجنوا لأجل مقال أو تغريدة أو جملة”. وتحدث الريسوني عن المغرب في إطار “أعداء الحريات الفردية”، وقال إنه “في المغرب وصل المنع والتضيق إلى الأطفال؛ فمُنعوا من حقهم في التخييم والاستجمام في العطلة الصيفية”، كما اعتبر التضييق على مناهضي التطبيع عداءً للحريات الفردية بقوله إن “كثير من الدول الغربية تعاقب من يدْعون إلى مقاطعة الاحتلال، وبضائعه، وتعتبر ذلك معاداة للسامية، كما يفعلون مع حركة BDS، مع أن المقاطعة، وعدمها تبقى حرية شخصية”.