خلف هجوم أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على النشطاء المدافعين على الحريات الفردية، الكثير من الجدل بعدما استهزاء من بعضهم خصوصا الذين أطلقوا حملة « خارجين على القانون »، التي يطلبون من خلالها إلى فتح نقاش وطني حول الحريات الفردية وحمايتها قانونياً، وإنهاء عمليات الإجهاض السري عبر تقنينه، وعدم تجريم العلاقات الجنسية الرضائية بين البالغين خارج إطار الزواج « . وأكثر ما أثار الجدل وخلف موجة غضب في مقال أحمد الريسوني الجديد، هو فقرته التي تقول: « ولقد رأينا مؤخرا بعض النسوة الخاسرات يرفعن لافتات تُصرح بأنهن يمارسن الجنس الحرام ويرتكبن الإجهاض الحرام. هكذا لقنوهن.. مع أن الظاهر من سوء حالهن أنهن لن يجدن إلى الجنس سبيلا، لا حلاله ولا حرامه ». هذه الفقرة أشعلت فتيل ردود فعل غاضبة من بعض الأوساط المدافعة عن الحريات الفردية وحقوق النساء. إذ كتبت الناشطة الحقوقية اليسارية سارة سوجار « السي الفقيه ، تشويه السمعة ومحاولة تصوير المناضلات، على انهن « بايرات »، داعيات للإباحية، منحلات، معقدات نفسيا والإساءة لحياتهن الخاصة، لم يعد يخيفنا ولا يمنعنا من الدفاع عن حقوقنا و قناعاتنا. » الفقيه المقاصدي والرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح الإسلامية، الذراع الدعوي لحزب « البيجيدي » نشر مقالا عبر موقعه الرسمي بعنوان « أنا مع الحريات الفردية ». ودافع الريسوني في هذا المقال عن الحدود والضوابط الشرعية في مجال ممارسة الحريات الفردية، مشددا على أنه « لا بد من أن تخضع جميع الحريات والممارسات الفردية للقدر الضروري من الضبط والتقييد والترشيد، تماما كما في استعمالنا للسيارات ونحوها من المراكب والآليات ». وفي هذا السياق، اعتبر الصحفي سامي المودني بأن مقال أحمد الريسوني، يعبر عن صورة المرأة لديه، ولدى قومه من الإسلاميين. » معتبرا بأن تصريحه منحط ومليء بالكره تجاه النساء عموما والنساء الحداثيات خصوصا ». ومن جهتها كتبت حنان رحاب البرلمانية عن حزب الإتحاد الإشتراكي، أن » ما لا يريد الريسوني ومن يدور في فلكه فهمه، هو أن الحرية كل لا يتجزأ، ولا يقتطع، ولا وجود فيها و في مكوناتها للصالح والطالح.. فإما أن نؤمن بها كلها، وأما فنحن ضدها، فلا يمكن ان نجزء الحرية حسب ما يتوافق مع ما نصبو إليه وما نريد احقاقه، والا ستتحول هذه الحرية الى مطية او قنطرة لتحقيق المصالح الشخصية والأجندات السياسية المشبوهة. » واعتبرت رحاب أن ما « صرح به السيد الريسوني اليوم يجب ان يكون حافزا حقيقيا لكل القوى الحية بالبلاد.. المؤمنة بقيم الحرية و التحرر للتصدي لمثل هذه الأفكار المتطرفة والرجعية التي تتربص بالبلاد ومستقبلها. » سارة سوجار الناشطة الحقوقية تؤكد على أن « السي الفقيه لا يريد أن يفهم أن احترام الحريات الفردية هي يدخل سوق راسو ، حيث الظهور بمظهر المثالية لا يليق لا به ولا بنا ببساطة لأننا بشر والبشر له تناقضاته ، قناعاته واختياراته ». وأشارت سوجار بأن « السي الفقيه مازال يحاول أن يضلل الرأي العام بربط احترام الحريات الفردية والخاصة بالرذيلة و التشجيع على الحرام ، مع أنها أصبحت لعبة مكشوفة لأصدقائه قبل خصومه ». مؤكدة بأنه » يظن أن النساء في هذا البلد مازال يمنعهن تشويه السمعة و الإهانة من الدفاع عن قناعاتهن وقضاياهن، ومازال يظن أن قناع النفاق الذي حملوه لسنوات مازال يقنع عامة الشعب ».