يبدو أن الشيخ أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العام لعلماء المسلمين، لم يجد كلمات يشكر بها من دعموا، من النساء، ابنة أخيه، في محنتها، سوى التجريح والإساءة والسخرية الفقيه الذي اعتاد رصد معاصي الآخرين باسم الدين والتكثم على معاصي ذوي القربى، بل وتبريرها في أحيانا كثيرة، لم يعثر في قاموسه "الفقهي" على ما يصف به النساء اللواتي خرجن لدعم ابنة أخيه، والمطالبة باحترام حريتها الفردية، وحرية غيرها من المغربيات، سوى وصفهن ب"الخاسرات". الفقيه الذي ألف تفصيل الدين والأحكام على هواه، اختار كرد على موقف مغربيات رفعن أصواتهن أمام البرلمان للمطالبة بضمان الحريات الفردية لجميع المغاربة، بمن فيهم الريسوني وابنة أخيه، الاستهزاء والسخرية من خلق الله. ومما جاء في مقال للريسوني، عنونه ب"أنا مع الحريات الفردية"، "ولقد رأينا مؤخرا بعض النسوة الخاسرات يرفعن لافتات تُصرح بأنهن يمارسن الجنس الحرام ويرتكبن الإجهاض الحرام. هكذا لقنوهن.. مع أن الظاهر من سوء حالهن أنهن لن يجدن إلى الجنس سبيلا، لا حلاله ولا حرامه". وسمح الفقيه لنفسه بالسخرية من النساء، ناسيا أن الله هو الخالِق المصوِّر؛ وليس لصاحب الشكل الدَّميم ذنبٌ فيُعيَّر ويُلام، وناسيا أن الله تعالى قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ". واعتبر الريسوني أن "بصائر هؤلاء عميت عن طرق "الجنس المقدس"، وجُن جنونهم وعلا صراخهم فقط لأجل "الجنس المدنس"، لكن الواضح أن بصيرة الفقيه المقصدي هي التي عميت ونسي أو تناسى أن هؤلاء النسوة اللواتي سخر منهن قدمن إلى ابنة أخيه من الدعم والمآزرة ما عجز هو عن تقديمه.