بعد أقل من 24 ساعة على الخطاب الملكي الذي دعا الأحزاب لتجاوز الصراعات السياسية الفارغة، اندلع سجال سياسي قوي بين الحليفين الحكوميين، التجمع الوطني للأحرار وحزب رئيس الحكومة، العدالة والتنمية. نهاية أسبوع سياسي ساخنة، بدأت بتصريحات لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، والتي انتقد فيها عدم تقديم حزب التجمع الوطني للأحرار لشباب للاستوزار، رغم الوعد الذي قدمه في أحد مهرجاناته بأكادير، والذي أعطى فيه كلمته للشباب لتقديمهم للاستوزار في الحكومة. حزب التجمع الوطني لأحرار، والذي كانت قيادات صفه الأول اليوم الأحد، في مؤتمر بألمانيا، وجه كل المداخلات للهجوم على حزب العدالة والتنمية، حيث اعتبر عزيز أخنوش رئيس الحزب، أن العثماني “تهكم” على حزبه، وأنهى رسالته للعثماني بخطاب أقرب للتهديد قال له فيه “العثماني حافظ على أغلبيتك”. لغة الأحرار في الرد على انتقاد العثماني عدم تقديمهم لوزراء شباب كانت شديدة وحادة، وصلت حد مقارنة محمد أوجار، وزير العدل السابق للعثماني بعهد عبد الرحمان اليوسفي، مشيرا إلى العثماني بالقول "للأسف مازال ما نجحنا في إيجاد من يعمر منصب رئيس الحكومة". من جانبه، يقول محمد العمراني بوخبزة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة مرتيل، تعليقا على ااسجال الدائر بين الحليفين الحكوميين، إنه لا يمكن تغيير العقليات والثقافة السائدة بالخطاب، كان موجه نحو ذوي العقول والإرادة في التغيير، إلا أن الأحزاب لم تستطع التفاعل الإيجابي مع رسائل الملك. ويرى العمراني أن بعض النخب الحزبية أصبحت معرقلة لكل عملية إصلاح، بدليل أنها لا تسمح بدورات النخب وولوج الشاب وتنفر الكفاءات من الأحزاب، مضيفا أن “الطابع يغلب التطبع”. ويتوقع العمراني أن تتصاعد وثيرة السجال بين الفاعلين الحزبيين، بحكم أن التعديل الحكومي الأخير، بحكم أنه أثر على البنية الداخلية للأحزاب، مشيرا إلى أن “التشاحنات الداخلية قد تفرغ العمل الحزبي من مضمونه، والرسائل الملكية كانت أكبر من قدرة الأحزاب على التفاعل معها”.