ما كادت تهدأ احتجاجات ضحايا الفيضانات الأخيرة بجماعة «أولاد زرّاد»، بإقليم قلعة السراغنة، حتى تفجرت تظاهرات أخرى لتلاميذ الجماعة نفسها، أول أمس الخميس، تنديدا بحرمانهم من النقل المدرسي، الاحتجاجات كانت هذه المرة من نوع جديد، فقد نظم العشرات من التلاميذ، المنحدرين من دواوير «كْتاوة الحاشية» و»أولاد العوني» و»نزالت ادريد»، مسيرة احتجاجية انطلقت من أمام الثانوية التأهيلية «الهيادنة» بمركز «لعرارشة»، وتقدمتها عربة مجرورة بالدواب (كارّو) ركب على متنها مجموعة من التلاميذ المشاركين في التظاهرة، كناية عن اضطرارهم للتنقل إلى ثانوية بمركز جماعة قروية أخرى، في غياب حافلات النقل المدرسي. وقد دعا التلاميذ المتظاهرون إلى الإسراع بتوفير النقل المدرسي، خاصة وأن فصل الشتاء على الأبواب، فيما أوضح مصدر مطلع بأن جماعة «أولاد زرّاد» تتوفر على حافلات صغيرة للنقل المدرسي، وتوكل إلى جمعية تدبير العملية، غير أن غياب الدعم المالي المقدم للجمعية، اضطر مكتبها لإقرار واجب سنوي مقابل استفادة التلاميذ من هذه الخدمة، وهو ما عجز معظمهم عن أدائه بسبب انحدارهم من أسر متدنية الدخل، قبل أن يتوقف النقل المدرسي في الوقت الذي لم تلتزم فيه العديد من الجهات بتوفير أجواء دراسية ملائمة. وتزامنا مع مسيرة تلاميذ جماعة «أولاد زرّاد» نظم العشرات من تلاميذ دوار «التوامة»، التابع للجماعة القروية «سيدي عيسى بن سليمان»، بدائرة العطاوية، صباح اليوم نفسه، مسيرة احتجاجية انطلقت من أمام الثانوية الإعدادية بمركز الجماعة عينها في اتجاه مقر عمالة الإقليم بمدينة قلعة السراغنة، لمطالبة السلطات الإقليمية بالتدخل لتوفير النقل المدرسي لهم، خاصة وأن العديد منهم اضطروا لمقاطعة الدراسة بعد أن توقفت حافلتان للنقل المدرسي عن نقلهم إلى مؤسستهم التعليمية البعيدة عن الدوار المذكور، دون أن توضح الجمعية المكلفة بتدبير قطاع النقل المدرسي بالجماعة أسباب توقف هذه الخدمة. أما بإقليم الحوز، فقد نظم العشرات من سكان دوار «أوراكن»، التابع للمجال الترابي لجماعة «أغواطيم» الجبلية، وقفة احتجاجية، مؤخرا، أمام مقر الجماعة، تنديدا بحرمان أبنائهم من النقل المدرسي، واضطرارهم لقطع مسافة طويلة مشيا على الأقدام من منازلهم إلى مؤسساتهم التعليمية، مطالبين بتوفير حافلات للنقل المدرسي، على غرار دواوير أخرى بجماعات الإقليم نفسه.