في افتتاح الجمع العام التأسيسي ل”مؤسسة عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات”، بمبادرة من حزب العدالة والتنمية، مسلء اليوم الجمعة بالرباط، ثمن الملك محمد السادس المبادرة التي وصفها بالبناءة، وذلك في رسالة قرأها قبل قليل سعد الدن العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام للحزب. وقال الملك، “إننا ونحن نستحضر مسار ومناقب هذا المقاوم الوطني الكبير، لنشيد بهذه المبادرة البناءة، التي تندرج في صلب اهتماماتنا ودعوتنا إلى ضرورة توفر الأحزاب السياسية على مؤسسات علمية وفكرية موازية، تساهم في الرفع من مستوى الأداء الحزبي، ومن جودة التشريعات والسياسات العمومية”. وأضاف الملك، “إنها مبادرة محمودة، أبينا إلا أن نزكيها، وأن نشملها برعايتنا السامية، تقديرا منا لهذا الوطني المجاهد، والمقاوم الفذ الذي تحمل اسمه”. وتوقفت الرسالة الملكة عند ذكر خصال الراحل، الذي أسس حزب العدالة والتنمية (الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية سابقا)، وقال، “المرحوم عبد الكريم الخطيب يعتبر أحد القادة التاريخيين للمقاومة وجيش التحرير، المشهود لهم بخصال الوطنية الصادقة، والنضال المستميت من أجل استقلال المغرب وحريته، والدفاع عن مقدسات الأمة وثوابتها”. وقال الملك أيضا، “عمله النضالي لم يقتصر على وطنه المغرب فحسب، وإنما تجاوزه ليشمل بلدانا شقيقة، حيث ذاع صيته خارج الوطن، بما كان يوفره، رحمه الله، من دعم ومساندة لفائدة المقاومين في الدول المغاربية وفي إفريقيا، من أجل مواجهة الاستعمار والتمييز والاستغلال، وسعيا لاسترجاع الحرية والكرامة. وعبر الملك عن تطلعه لأن تشكل “مؤسسة الدكتور عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات”، على غرار المؤسسات الفكرية التابعة للأحزاب الوطنية الجادة، فضاء لحفظ الذاكرة الوطنية، ولإشاعة القيم المغربية الأصيلة، دون تعصب أو مغالاة، وصلة وصل بين الأجيال المتعاقبة، ومنارة للفكر الرصين، والنقاش الجاد والمسؤول، في مختلف القضايا التي تهم الوطن والمواطنين.