بينما يستعد تيار “المستقبل” في حزب الأصالة والمعاصرة لعقد مؤتمره نهاية الشهر، قرر الأمين العام للحزب حكيم بنشماش، التحضير لدورة استثنائية للمجلس الوطني بغية حسم تاريخ المؤتمر الذي يريد هو أيضا عقده. القرار جرى اتخاذه اليوم في اجتماع للمكتبين السياسي والفيدرالي، عقد بالمقر المركزي للحزب بالرباط، وتشكلت على إثره لجنة مصغرة تتكون من عشرين عضوا من المكتب السياسي والمكتب الفيدرالي وسكرتارية المجلس الوطني، تقودهم ميلودة حازب. ويرى مقربون من بنشماش بأن الدعوة إلى عقد المجلس الوطني “عمل ضروري في الإجراءات التي تسبق المؤتمر”، لكن خصومه يقولون إن الأمين العام ليست لديه القدرة على جمع المجلس الوطني، لأن ثمانين في المائة من أعضائه موالون لتيار “المستقبل”، وغير معنيين بهذه الدعوة الجديدة. وخاض بنشماش معركة كبيرة ضد رئيسة المجلس الوطني للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، وقد رفضت مرارا تلبية طلباته المرتبطة بمنصبها، وبسبب ذلك قرر أخيرا، تجاوز المنصوري بشكل كامل، والدعوة بنفسه عن طريق المكتبين السياسي والفيدرالي؛ وهي طريقة يتيحها له القانون الأساسي للحزب لكن قياديين في التيار يشددون على أن المكتبين السياسي، والفيدرالي “ليست لديهما الشرعية للإعلان أو تنفيذ أي إجراءات، بعدما أعاد بنشماش تشكيل المكتب الفيدرالي بطريقة غير قانونية، كما أن مكتبه السياسي لا يتوفر على الأغلبية لإقرار إجراء مثل هذا”. قيادي في تيار “المستقبل” ذكر في تصريح ل”اليوم 24″، على أن بنشماش يعزز الاعتقاد المكون عندنا بأنه يسعى إلى فوضى شاملة في الحزب باسم إقرار شرعية مزعومة”، بيد أن مقربا من الأمين العام للحزب حضر الاجتماع قال إن “بنشماش كان يبدو مرتاحا وهو يتلو القرارات الجديدة”. وأحد مصدر هذا الارتياح بحسب المصدر نفسه، هو ما يروج له قياديون في تياره من أن “النتيجة المتوقعة للدعوى التي أقامها على سمير كودار الطعن في شرعية انتخابه رئيسا للجنة التحضيرية، هي أنها ستكون لصالحه”. ويخوض الطرفان معركة حاسمة يوم الأربعاء في المحكمة الابتدائية بالرباط بخصوص هذه الدعوى، ويشعر بعض قادة “المستقبل” بالقلق من روجان هذه الادعاءات لما “قد تسببه من تشكيك في مزاعم ومصداقية السلطة القضائية”، لكنهم مقتنعون كذلك بأن تلك المزاعم “تبقى مجرد حبوب تنويم ينقضي تأثيرها سريعا”.