بعد شهور من ردود الفعل، يبدو أن حكيم بنشماس، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، قد قرّر الانتقال إلى الهجوم ضد خصومه ممثلين في “تيار المستقبل” بزعامة عبداللطيف وهبي وآخرين، إذ دعا إلى عقد اجتماع جديد غدا الأحد للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع لحزبه، من أجل استكمال هيكلتها. يأتي ذلك بعد يوم واحد من قرار المحكمة الابتدائية بالرباط تأجيل النظر في دعوى رفعها حكيم بنشماش ضد رئيس اللجنة التحضيرية المتنازع حول شرعيتها، سمير كودار، الموالي إلى “تيار المستقبل” الذي يتزعمه عبداللطيف وهبي وآخرون، إلى 11 شتنبر المقبل. واستهدف بنشماش من خلال الدعوى القضائية ضد كودار استصدار حكم قضائي يطعن في شرعية اللجنة التحضيرية التي يترأسها هذا الأخير (كودار)، وبالتالي، إبطال انعقاد المؤتمر المقبل للحزب الذي حددت تاريخه تلك اللجنة المتنازع حول شرعيتها في 27 و28 و29 شتنبر المقبل. وأعلن بنشماش النفير داخل الحزب، حيث دعا إلى اجتماع الأحد كلا من أعضاء المكتب السياسي، وأعضاء المكتب الفيدرالي، ومن بين النقاط المدرجة في جدول أعماله “دراسة قضايا ذات راهنية سياسية وبرلمانية، والاستماع لعرض بأنشطة كل من الأمين العام والمكتبين السياسي والفيدرالي، إضافة لمناقشة المستجدات الحزبية والتنظيمية”. مؤكدا أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب ستنعقد في اليوم نفسه، أي الأحد 28 يوليوز الجاري، واعتبر أنه استكمال لاجتماع 18 ماي الماضي. وكان حزب الأصالة والمعاصرة، قبل انقسام قياداته، قد دعا إلى اجتماع للجنة التحضيرية في 18 ماي الماضي، كان مخصصا لانتخاب رئيسها وهيكلة لجانها، لكن خلافات بين قادة الحزب حالت دون توافقهم، ما أدى إلى انفجار الاجتماع الذي انسحب منه الأمين العام بنشماش، لكن خصومه واصلوا عقد الاجتماع، وانتخبوا خلاله رئيسا للجنة تحضيرية هو سمير كودار، مدعوما بعبداللطيف وهبي وفاطمة المنصوري ومحمد الحموتي وآخرين، ما دفع بنشماش إلى الطعن أمام لجنة التحكيم والأخلاقيات داخل الحزب، كما اعتبر أن ما جرى كان محاولة للسطو على الحزب الذي يترأسه، قبل أن يتوجه إلى القضاء. ويبدو أن قرار المحكمة الابتدائية بالرباط تأجيل النظر في الدعوى المذكورة، بحجة إعداد دفاع كلا الطرفين لمرافعاتهما، قد أربكت حسابات بنشماش، الذي سارع إلى الدعوة إلى اجتماع الأحد، حيث من المقرر أن تنتخب اللجنة التحضيرية غدا الأحد رئيسا لها، وأن تشكل لجانا داخلية بها، حسب بلاغ للحزب، ما يعني أن بنشماش قد قرّر تشكيل لجنة تحضيرية موالية له، وبالتالي، التوجه نحو عقد مؤتمر بديل للحزب. وتكشف هذه التطورات عن قطيعة بين الطرفين المتصارعين، وقد يسفر عن تنظيم مؤتمرين الحزب نفسه في توقيت متقارب، وبالتالي، ترسيم تقسيم الحزب في الواقع. وفي هذا الصدد قال عبداللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي لحزب “البام”، إن المواجهة بين الطرفين “تتجه نحو الباب المفتوح، بعدما وصلت المعركة إلى المحاكم والقضاء”، بحيث “أصبحت شروط الصلح منعدمة بين الطرفين”.