تفاصيل مثيرة تلك التي كشف عنها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في مدينة مراكش، بخصوص ما يسمى بناء أكبر مجسم لتخليد “الهولوكست”، وهو المجسم الذي أقدمت سلطات إقليمالحوز على هدمه، مساء أمس الاثنين، والذي شرعت في بنائه مؤسسة ألمانية، في جماعة “أيت فاسكا”، على بعد حوالي 26 كلم، من مدينة مراكش، في اتجاه مدينة ورززات. وكشف رفاق الغالي، في مدينة مراكش، في بلاغ، توصل “اليوم 24″، بنسخة منه، أن الجهات المشرفة على عملية البناء، روجت أنها بصدد بناء منتزه للإستجمام والترفيه ومنتجعا سياحيا، بهدف التحايل على الرأي العام وساكنة المنطقة. وحسب المعطيات التي استقتها الجمعية ذاتها، فإن “المؤسسة الألمانية صاحبة المشروع، اقتنت الأرض وشيدت مقرا لها بالمنطقة، وباشرت عملية بناء المجسمات، وقد اعتمدت على اليد العاملة المحلية”. وأكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان “أن المنظمة الالمانية، عمدت إلى استغلال فقر ساكنة الدوار عبر مدها ببعض المساعدات الغذائية، وتهيئ ما يشبه ملعب بسيط لكرة القدم، إضافة إلى بناء ساقية للماء”. ووفقا للجمعية ذاتها، فإن “المشروع استقبل بين الفينة والأخرى زوارا أجانب، كانوا يمارسون طقوسا غريبة، وكانت الساكنة تتابعها من خلف السياج المحيط بالنصب”، مضيفة بأن “صاحب المشروع كان يعتزم بناء مجسم آخر وبنفس المواصفات في منطقة الويدان القريبة من مراكش، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على العقار، نظرا لرفض الساكنة بيعه أي بقعة مؤهلة لاحتضان مشروعه”. كما شددت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، على أن “حجة عدم التوفر على الترخيص عذر غير مقبول، لأنه لا يعقل أن تتم عملية بناء بهذا الحجم دون علم المجلس القروي وسلطات آيت فاسكا”. وأكد رفاق الغالي “أن الأمر يتجاوز عدم احترام قوانين التعمير إلى المس بالسيادة الوطنية، لأنه ليس مقبولا إطلاقا مباشرة بناء مجسم من هذا القبيل ولأهداف سياسية”. وأشارت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إلى أن “السلوكات التي كانت تصدر عن صاحب المشروع واستغلاله فقر ساكنة المنطقة، كانت كافية للبحث والتقصي حول غايات وأهداف المشروع، ومحفزا للسلطات لوقف البناء باعتباره خارج الضوابط القانونية”. وطالبت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بمراكش، “فتح تحقيق في هذه القضية، وتحديد الجهات المسؤولة عن توفير البقعة الأرضية، لقيام المشروع وبداية بناءه، إضافة إلى، فتح تحقيق حول مصادر تمويل المشروع خاصة التبرعات، وماهي الجهة التي سمحت له بتلقيها”. وبدأت أعمال البناء في ورش أول نصب تذكاري لمحرقة “هولوكست”، في شمال إفريقيا، في 17 يوليوز الماضي، في مكان يقع على بعد 26 كيلومترا من مراكش، ما خلف إستياء كبير من طرف نشطاء مغاربة، معبرين عن رفضهم لتعاطي السلطات المغربية مع هذا المشروع، وبعد ذلك، أقدمت السلطات، يوم أمس، على هدمه، بعدما أكدت مصالح وزارة الداخلية بعدم منحها ترخيص لبنائه.