طالبت “الجمعية المغربية لحقوق الإنسان” (فرع مراكش) ، بفتح تحقيق في قضية تشييد مجسم تخليد “الهولوكست”، بجماعة “آيت فاسكا” على بعد حوالي 26 كلم من مدينة مراكش، وتحديد الجهات المسؤولة عن توفير البقعة الأرضية، لقيام المشروع وبداية بناءه، ومصادر تمويل المشروع خاصة التبرعات وماهي الجهة التي سمحت له بتلقيها. وقالت الجمعية في بلاغ صادر عنها حول الموضوع، إنه من خلال المعطيات التي استقتها فإن الجهات المشرفة على عملية البناء، روجت أنها بصدد بناء منتزه للاستجمام والترفيه ومنتجعا سياحيا، بهدف التحايل على الرأي العام وساكنة المنطقة.
وأضافت أن ” المؤسسة الألمانية صاحبة المشروع، اقتنت الأرض وشيدت مقرا لها بالمنطقة، وباشرت عملية بناء المجسمات، وقد اعتمدت على اليد العاملة المحلية”. وأشارت الجمعية أن المنظمة المذكورة استغلت فقر سكان الدوار عبد مدهم ببعض المساعدات الغذائية، وتهيئ ما يشبه ملعب بسيط لكرة القدم، إضافة إلى بناء ساقية للماء. وأوضحت الجمعية أن المشروع استقبل بين الفينة والأخرى زوارا أجانب، كانوا يمارسون طقوسا غريبة، وكانت الساكنة تتابعها من خلف السياج المحيط بالنصب. وأوردت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن صاحب المشروع كان يعتزم بناء مجسم آخر وبنفس المواصفات في منطقة “الويدان” القريبة من مراكش، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على العقار، نظرا لرفض الساكنة بيعه أي بقعة مؤهلة لاحتضان مشروعه. وأكدت الجمعية أن حجة عدم التوفر على الترخيص عذر غير مقبول، لأنه لا يعقل أن تتم عملية بناء بهذا الحجم دون علم المجلس القروي وسلطات “آيت فاسكا”. وشددت على أن الأمر يتجاوز عدم احترام قوانين التعمير إلى المس بالسيادة الوطنية، لأنه ليس مقبولا إطلاقا مباشرة بناء مجسم من هذا القبيل ولأهداف سياسية. وأبرزت الجمعية أن السلوكات التي كانت تصدر عن صاحب المشروع واستغلاله فقر ساكنة المنطقة، كانت كافية للبحث والتقصي حول غايات وأهداف المشروع، ومحفزا للسلطات لوقف البناء باعتباره خارج الضوابط القانونية. وكانت السلطات بإقليم الحوز قد خرجت يوم أمس ببلاغ، نفت فيه بناء نصب تذكاري للهولوكوست، مشيرة أن المصالح المختصة بهذا الإقليم لم تصدر أي ترخيص لإقامة أي مشروع من هذا القبيل.