وصل الرئيس السوداني المعزول عمر البشير الذي حكم السودان طيلة 30 عاماً، إلى المحكمة الاثنين، في الخرطوم، حيث بدأت جلسات محاكمته بتهمة الفساد. وقال مراسل وكالة “فرانس برس” من أمام معهد العلوم القضائية والقانونية حيث تجري المحاكمة إن البشير وصل وسط حراسة عسكرية كبيرة. وكانت مصادر أفادت بأن جلسة محاكمة الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير ستعقد الاثنين، بمعهد التدريب القضائي بضاحية أركويت شرقي العاصمة الخرطوم. وكان البشير (75 عاما) قد أودع سجن الخرطوم، في زنزانة انفرادية، عقب إطاحة الجيش به في 11 أبريل الماضي، إثر أربعة أشهر من الاحتجاجات الشعبية العارمة،. وكانت محاكمة البشير التي كانت قد تأجلت من السبت إلى الاثنين تزامنا مع التوقيع النهائي على وثائق الحكومة الانتقالية ستنظر في الدعوى الجنائية ضده وفقاً لتُهم تتعلق بحيازته النقد الأجنبي، والنقد السوداني، والثراء غير المشروع، إضافة إلى تهم أخرى تتعلق بالفساد. حيث تم العثور في منزل البشير على مبلغ 7 ملايين يورو و350 ألف دولار، و5 ملايين جنيه سوداني. وفي ماي الماضي، أعلن النائب السوداني العام توجيه اتهامات للبشير بقتل متظاهرين في الاحتجاجات التي أطاحت به. ومثل البشير في 16 يونيو الماضي أمام النيابة العامة في الخرطوم للتحقيق معه في تهم الفساد الموجهة إليه، حيث ظهر للمرة الأولى أمام الرأي العام منذ تنحيته. وقال وكيل النيابة علاء دفع الله للصحافيين حينها إنه قد “تم إحضار الرئيس السابق وإبلاغه بأنه يواجه تهما بموجب المادتين 5 و9 حيازة النقد الأجنبي والمادة 6 الثراء الحرام والمادة 7 الحصول على هدية بطريقة غير قانونية”. ومن بين أخطر الاتهامات التي يواجهها الرئيس السوداني المعزول، هي تلك الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي والتي تطالب بتسليمه. وتتضمن التهم ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، والتطهير العرقي لدوره “المحتمل” بالحرب في إقليم دارفور. واندلعت الاحتجاجات المناوئة لحكم البشير في 19 دجنبر 2018 بعد أن قامت حكومته برفع سعر الخبز ثلاثة أضعاف.