أقرّ الرئيس السوداني المعزول عمر البشير بتلقي تسعين مليون دولار نقدا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بحسب ما قال محقق خلال جلسة محاكمته في الخرطوم الاثنين. وقال فريق الشرطة أحمد علي في بدء جلسات محاكمة البشير بتهمة الفساد، إن الرئيس السابق أبلغه أن الأموال « قام بتسليمها عدد من الموفدين من محمد بن سلمان ». ووصل البشير -الذي حكم السودان ثلاثين عاما- إلى المحكمة في الخرطوم، حيث بدأت جلسات محاكمته بتهمة الفساد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مراسلها من أمام معهد العلوم القضائية والقانونية -حيث تجري المحاكمة- قوله إن البشير وصل وسط حراسة عسكرية كبيرة. وفي أبريل الماضي، أعلن رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان العثور على ما قيمته 113 مليون دولار من الأوراق النقدية بثلاث عملات مختلفة، في مقرّ إقامة البشير بالخرطوم. وفي مايو/أيار أعلن النائب العام أيضا توجيه اتهامات للبشير بقتل متظاهرين في الاحتجاجات التي أطاحت به. والبشير (75 عاما) الذي أجبر على التنحي عن السلطة في 11 أبريل بعد أشهر من المظاهرات ضد نظامه، كان قد مثل أمام النيابة العامة للمرة الأولى في 16 يونيو. وكان من المقرر عقد جلسة محاكمة البشير السبت الماضي، لكنها أجلت لتزامنها مع مراسم توقيع الاتفاق النهائي بخصوص المرحلة الانتقالية بين المجلس العسكري وقوى « إعلان الحرية والتغيير » قائد الحراك الشعبي. وفي 31 يوليوز الماضي، أجّل القضاء السوداني محاكمة البشير للمرة الأولى ل »دواع أمنية » لم يوضحها. واندلعت التظاهرات ضد حكم البشير في 19 دجنبر، بعد أن رفعت حكومته سعر الخبز ثلاثة أضعاف. وتقدمت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي بلائحة اتهامات للبشير، بينها ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي لدوره المفترض في الحرب في إقليم دارفور.