حذر تقرير حديث صادر عن معهد الموارد العالمية «وورلد ريسورسز»، من أن المغرب مهدد بجفاف حاد بسبب ندرة المياه وارتفاع درجة الحرارة بشكل غير مسبوق، إلى جانب الاستنزاف الكبير للموارد المائية. التقرير الدولي، الذي صنف المغرب ضمن الخانة الحمراء لأكثر الدول التي تواجه مستويات عالية من الضغط على الموارد المائية، والمهددة بالجفاف وضعف توفر المياه مستقبلا، وضعه في «الرتبة ال12 عربيا وال22 عالميا». وبرر التقرير هذه الرتبة المتقدمة التي تبوأها المغرب بكون «قطاعات الصناعة والزراعات السقوية والمؤسسات الحكومية تستهلك ما يزيد على 40 في المائة من الموارد المائية المتوفرة خلال السنة». وإلى جانب المغرب، صُنفت أيضا العديد من دول المنطقة ضمن «الخانة الحمراء»، على رأسها اليمن التي حلت في المرتبة ال20، فيما جاءت الجزائر في المرتبة ال29، وتونس في المرتبة ال30، وجاءت سوريا في المركز ال31. وصنف التقرير ذاته دول الخليج في خانة «أكثر البلدان افتقارا إلى الماء»، مشيرا إلى أن هذه الدول يتهددها خطر الجفاف بشكل كبير، بسبب الإجهاد الكبير على المستوى المائي، حيث تنبأ معهد الموارد العالمية بإمكانية وقوع جفاف حاد ينهي وجود الماء في المستقبل القريب في تلك المنطقة، وحلت قطر في المرتبة الأولى، وجاءت المملكة العربية السعودية ثانية، ثم الإمارات العربية المتحدة ثم البحرين، فعمان على التوالي، في الوقت الذي برزت الهند دولة «تواجه تحديات حرجة بشأن استخدامها وإدارتها للمياه، والتي ستؤثر في كل شيء، بدءا من الصحة وحتى تنميتها الاقتصادية». وأشار أندرو ستير، رئيس المعهد، إلى أن «منطقة الشرق الأوسط هي الأكثر عرضة لمشكل ندرة المياه»، متنبأ بخسائر تتراوح بين 6 و14 في المائة من الناتج الإجمالي مطلع سنة 2050. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يحذر فيها تقرير أممي من أزمة مياه مرتقبة في المغرب خلال السنوات القليلة المقبلة، لعل آخرها صدورا هو تقرير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي، والذي كشف أن ندرة المياه في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ضمنها المغرب، يمكن أن تكون عاملاً مزعزعاً للاستقرار. وأشار التقرير، الذي حمل عنوان «إدارة المياه في النظم الهشة: بناء الصمود في وجه الصدمات والأزمات الممتدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، إلى أن الإدارة الفعالة للموارد المائية يمكن أن تكون مفتاحاً للنمو والاستقرار، وأكد خبراء منظمة «الفاو»، التابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي، أن «عدم الاستقرار المقترن بضعف إدارة المياه يمكن أن يتحول إلى حلقة مفرغة تزيد من تفاقم التوترات الاجتماعية بين السكان». كما صدرت دراسة لمرصد الأرض، التابع لجامعة كولومبياالأمريكية، أكدت، في نهاية سنة 2018، أن آثار ظاهرة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري ستكون لها عواقب كارثية على المغرب أيضا، مشيرة إلى أن حزام التصحر ينتشر في المنطقة التي تشمل المغرب وإسبانيا وتركيا. وذهبت الدراسة إلى أن الجفاف في المنطقة راجع إلى أن الاحترار العالمي الذي يدفع نشاط الأعاصير إلى التحرك نحو القطب الشمالي بعيدا عن البحر الأبيض المتوسط، وعندما تتحرك العواصف شمالا، فإن المناطق المعتدلة في خطوط العرض الوسطى، من إسبانيا إلى تركيا، ستشهد دفئا وعواصف أقل في فصل الشتاء.