رغم أن المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد الذي اعترف في أواخر يناير الماضي بالسياسي الشاب خوان غوايدو (35 عاما)، الذي أعلن نفسه يوم 23 يناير الماضي رئيسا مؤقتا لجمهورية فنزويلا، باعتباره رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان)؛ إلا أنه لا يزال يحتفظ بشعرة معاوية مع النظام الحاكم بقيادة الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، إذ أن المغرب لم يقم بطرد القائم بأعمال سفارة مادورو بالرباط، ولو أنه جمد كل أنشطنه الرسمية ولا يُسْتَدعى إلى اللقاءات والاجتماعات الرسمية للخارجية المغربية. هذه التكتيك الذي يتبعه المغرب تعتمده كذلك العديد من البلدان الأوروبية على رأسها إسبانيا، إذ رغم اعترافها بالرئيس المؤقت ودفاعها عنه، إلا أنها لم تطرد سفير مادورو المعتمد لديها، نظرا إلى أن مادورو لازال متحكما في زمام الحكم، رغم الحصار المفروض عليه داخليا وخارجيا. وفي الوقت الذي لم تخرج فيه وزارة الخارجية والتعاون الدولي المغربية بأي إخبار أو تأكيد أو نفي، كشف مكتب وكالة الأنباء الإسبانية “إيفي” في الرباط، نقلا عن مصادر دبلوماسية مغربية، أن الحكومة المغربية استقبلت، يوم أول أمس الخميس، بمقر وزارة الخارجية، رسميا، خوسي إغناسيو غيديث، “المبعوث الخاص” للرئيس الشاب المؤقت غوايدو، في أول مهمة رسمية له بالمملكة، حيث يعيش وينشط بشكل دائم جنبا إلى جنب مع القائم بأعمال السفارة الفنزويلية التي لازالت تابعة لنظام مادورو في الرباط. ويبدو أن الصحافة الإسبانية التي يهاجمها البعض هذه الأيام، بسبب الخوض في كل صغيرة وكبيرة عن المغرب، أصحبت القناة المفضلة للخارجية للإخبار عن كل ما له علاقة بالسياسات مع أمريكا اللاتينية، إذ سبق ل” إيفي” نفسها، أن كشفت، نقلا عن مصادر دبلوماسية مغربية، يوم الأربعاء الماضي، أن كوبا عينت الدبلوماسي والقنصل العام في مدينة تورنتو الكندية سفيرا لها بالمغرب. المصدر ذاته أوضح أن المبعوث الخاص لغوايدو- المعترف به من قبل 50 دولة- بالرباط، استدعي يوم أول أمس الخميس إلى مقر الخارجية في أول مهمة رسمية له، خلال اجتماع مخصص جمع دبلوماسيي مجموعة ليما (الأرجنتين والبرازيل والتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا والهندوراس والمكسيك وبنما وباراغواي والبيرو وغوايانا وسانتا لوث، وانضمت لها مؤخرا حكومة خوان غوايدو) المعتمدين بالرباط، إلى جانب نظرائهم الإسبان والأمريكان والفرنسيين. بعدها، وفق المصدر ذاته، استُقبل “المبعوث الخاص” في السفارة الأمريكيةبالرباط. من جهته، أكد المبعوث الخاص ل”إيفي” أن رئيسه غوايدو عينه قبل ثلاثة شهور، قبل أن يحصل على أوراق الاعتماد كممثل خاص. مع ذلك، يبدو أن المغرب لازال متحفظا على الاعتراف به كسفير ما دامت موازين القوة على الأرض لم تؤل لصالح الرئيس المؤقت في الداخل الفنزويلي، حيث لازال مادورو متمسكا بالسلطة، كما كل الدول الإفريقية لا تعترف بالرئيس المؤقت، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي نفسه. وينوي المبعوث الخاص القيام بزيارة في الأيام المقبلة، انطلاقا من المغرب، إلى بلدان إفريقية أخرى، ليقدم لها نفسه ويشرح لها حقيقة قضيتهم ونضالهم من أجل التخلص من نظام مادورو. المبعوث الخاص يتواجد في المغرب ولكن ليس في مقر السفارة الفنزويلية التي لازالت موالية لنظام مادور، والتي يوجد على رأسها القائم بالأعمال عمر ناصر صولورثانو. في المقابل، تشرح المصادر الدبلوماسية المغربية أن عمر ناصر صولورثانو يمكنه الاستمرار في المغرب، ما لم يصل الرئيس المؤقت إلى الحكم. في ما صرح ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ل”إيفي” قائلا: “بالنسبة لنا، هذا السيد (يقصد عمر ناصر) ليس ممثلا لفنزويلا، بل ممثل نظام نيكولاس مادور”. وعاد المصدر ليبين عبر المصادر الدبلوماسية نفسها أن ممثل مادورو ممنوع من القيام بأي أنشطة رسمية في المغرب، أو من تمثيل نظامه ومن الدعوات التي تقدمها الحكومة المغربية للدبلوماسيين الأجانب. وعن الجهات التي تمول وتتكلف بتسديد نفقات وتحركات “المبعوث الخاص” بالمغرب، في ظل استمرار ميزانية الدولة في يد نظام مادورو الماسك بالقصر الرئاسي “مبرافلوريس”، كشف المبعوث الخاص نفسه أنه يحظى ب”دعم البلد المستضيف (المغرب) والدول الحليفة التي وضعت رهن إشاراتي مرافقها”.